مقالات وكتابات


الخميس - 18 مارس 2021 - الساعة 05:59 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


الحقيقة نور الله في الافاق وفي الاعماق والكاشف لحجب ظلماتها من الموبقات والاشرار ،وهي تمضي في الحياة بقوتها الابدية الخالدة و تعرف طريقها للقلوب بل هي مفاتيح المغلق منها حتى بالمعاصي والاثام .
الحقيقة ازلية وهي رسالة التوحيد الاولى والتكليف الالهي الاول للمرسلين والانبياء والمصطفين من خلقه الاخيار ،واستجابة الى دعوات قلوبهم الخابتة الى الله بالمحبه والمهتدية بنوره والساعية للاستحمام من فيض سناه كل اشراقة شمس .
والحقيقة نور يكشف به الله دياجير ظلام الجبابرة ويهتك خلواتهم المحصنة بالحماية من النور والحق ،ولا يبق لهم في ثوان من وجود ولا قدرة على الصمود ويذيبهم كذوبان عمود الملح في الماء ،الذي يستدل بطعمه على سمهم الناقع وخبث منشأهم وفساد معتقدهم وزيف مايدعون ,وهي من تظهر في تجلياتها الربانية حقيقة هذا الصنف من الادعياء وتظهرهم كما ولدتهم اماتهم عارين مخلوعين منخلغين من لحمة الحياء في الدنيا والدين، ومكشوفين لابسط خلق الله في الارض حتى يستدلون بقدرة العظيم الجبار في هتك ماحجب عليهم من الحق والانغماس في الافساد والحرق ، والحقيقة نور لايمكن لمخلوق ان يستتر من موجاته الخارقة لظلمات والكاشفة على بصيرة لها .
وللحقيقة عيون تبصر ولاتنام ،ولسان ناطق لا يعرف الكلام ،وقلب نابص بالمحبة وبالسلام ،وهي تسابيح ضوء الهي فياض يغرقنا في سناه ويدلنا على موقع محبتنا من الله وقربنا اليه .
والحقيقة عين الله في قلوب عبادة الصادقين يبصرون بها ما لا يبصره الاخرون وهآلة من الخلق العظيم الذي يقوض ويضجع بها محارم كل دعي كذاب يعيش على جحيم زيفه وادعاته الباطلة والله يشهد على مافي قلبه وهو اشد الخصام لكل صالح وصلاح للناس وكل عمله مرآة للريا والنفاق والابواق وهو يعلم حقيقة نفسه الامارة بالسوء والخالية من كل فضيلة والخاوية من القيم وما هو الا جثة هامدة من اللحم والشحم والعظم النخر .
والحقيقة عين الله التي لا تخفى عليها خافية في الصدور ولا في القصور ولا مابين السطور ،كتاب منشور يغل في اعناق العتاة والادعياء والاوصياء بالباطل على الناس والاكلين لاموالهم بالحرام حتى يسقطه من اجسادهم وهم احياء يرزقون ،ويبدون اهون من خيوط الكعنبوت ،في شرنقة مليشيات ما انزل الله بها من السلطان .وحينها يتأكد من موته المعنوي في الدنيا ويزلزله بالفضائح التي لا تخطر على بال بشر ، وتسقط ضخامة عقليته الاجرامية التي يدعي بها وقدرته على المتاجرة بارواح عباده الله .
الله وحده قادر على كسر جبروتك بنور ياتيك من حيث لا تحتسب ولا تملك لنفس حماية او نفاذ من قوة هتكه لظلماتك المعتلة بالامراض وعقد النقص المركبة والمتنوعة وكن كما انت اليوم مكشوف امام الله وعاري امام خلقه واستر نفسك بالبقية الباقية من المهلاكات لحياتك العفنة الغارقة في الفساد .
وتظل شواهد موت ضميرك مكشوفة بنور الله الذي تسلل الى دواخلك بقوة العظيم الجبار ليعلمك بضعفك وقلة حيلتك وهوانك على نفسك وعلى الناس .
ولن تجد التورية بعد اليوم سبيلا وليس لنور الله من حجاب ،والحقيقة خالدة لا تموت ولها رسلها الخالدون في الارض لا يضرهم من عادهم وهم مستبشرون .
وستظل الحقيقة نور الله المبين وسلاح المتقين الصالحين في مقاومة ومحاربة اعداء الامانة والمسؤولية الى يوم الدين .وسنمضي بنورها في محاربة ظلمات اوكارهم في كل زمان ووقت ووحين .
والحقيقة خالدة لا تموت ولذلك يخشوها المجرمون ويدركون حقيقة الاحتراق بنورها وبصورة مفاجئة .
والحقيقة نص الالهي مقدس لم يكتمل بعد ،ونور يمشي على الارض والله يهدي لنوره من يشاء .