مقالات وكتابات


الأحد - 28 مارس 2021 - الساعة 04:36 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


لحمير في ارضها الواسعة من بلاد شبوة اليمن قصص ونوادر خالدة وطريفة في طريقة اختيار مراجعها وعقالها القبلية وهي تكاد تكون على نقيض من الاعراف المتبعة في حياة قبائل شبوة واليمن عامة .
ولعل اكثرها غرابة وطرافة معقلة باتراب ،ادام الله ذكرهم ولي عذل ونسب كبير باصلهم الطيب والكريم ،حتى خلدت المعقلة في التاريخ  وغدت مضرب لانانية الوالي وتضحيته بالرعية وعاشت من الامثال السارية في حياة القبائل الحميرية الى اليوم ، على الرغم من طريقة اختيارهم لمراجعهم لا تخلوا من حكمة وفطنة وفلسفة معينة كمجتمع حي وكبير قابل للتنوع والتفاعل مع مختلف مناشط واوضاع الحياة والتعاطي معها بجدها وهزلها.
واصل الحكاية تقول بعد اجماع القوم على ترشيحه للمهمة وقبوله بها شرع واليهم الجديد بالاعتكاف واصدار الفرمانات القبيلة الواحدة تلو الاخر ،معززة بجوقة من ايقاع الطبول لاثارة انتباه الرعية ولفت الانظار لها ، وجميعها تنصب في استحواذ العاقل على المصالح الاقتصادية الكبرى للناس وكانت في زمانها تتمثل في الكلأ والماء ،وضاقت الناس ذرعا بهذه الاوامر الجائرة والمجحفة مما حدى بهم للتفكير في ضرورة التخلص من عاقلهم الظالم والمستبد ،كشعوب حية مؤمنة بسنة تغيير المظالم وازالة اصحابها ،وكان لهم مايريدون في غمضة عين لان الشعوب لا تقهر .
وعلى الطريقة يمضي والي شبوة الحميري الاصل بالمناسبة في ادارتها على كبرها ،مع اختلاف جوهري وكبير في المصالح التي يعيث ويعبث بمواردها اليوم وهي لا تقارن بموارد باتراب طيب الله ثراه .
الوالي الجديد يتعامل مع شبوة كقطيع من الاغنام التي لا يجيد غيرها في فنون التربية والقيادة وسط ضجيج جوقة فرماناته التي يزعج العباد والبلاد بها آنا الليل واطراف النهار،و بقوام من جيوش ذبابه الاكتروني يتجاوزون مائة وستين حشرة منقسمين على الشريعة غلمانا واترابا،ولا يسمع ازيزهم المقرف الا بمسحة وصلاة على صلعة العم جورج وباخر اصدار طباعته نهاية كل شهر لانهم لا يعرفون الدين الا تزلفا والا لسترهم الله ،وابقاء على مفاسدهم طي الكتمان وكلها بارقام  مهولة تجري الدموع سيولا وتشعل حرائق الغيرة على شبوة قلوبا وعقولا ،وهي واقعة ضحية لمثل هذه التصرفات والتجاوزات التي لن ينساها التاريخ كمعقلة باتراب .
يقول كاتب ومفكر فرنسا العظيم فيكتور هيجو ( ‏حين تعيق مجرى الدم في الشريان تكون السكتة ، وحين تعيق مجرى الماء في النهر يكون الفيضان ، وحين تعيق مستقبل شعب تكون الثورة ).
وهي من المقولات الفكرية الخالدة في حياة الشعوب .
ولا نعلم متى تتحقق المقولة في شبوة ، لكنها واقعة لا محالة واتمنى الا تطول .