مقالات وكتابات


الأربعاء - 30 يونيو 2021 - الساعة 09:49 م

كُتب بواسطة : علي ظبية العولقي - ارشيف الكاتب



عن لذة الوصول والنظر من أعلى القمة والشعور بالانتصار ورؤية تلك الليالي بلياليها وايامها التي تساقطت كأوراق الخريف عن تلك المصاعب ولفضها آخر انفاسها في حضرتنا ، عن مناظر الاصدقاء وعناقهم والتقاطهم الصور لذكرى ، عن برود الساعات التي مرت رغم استعجالها ، عن الممرات والزوايا ونحن نخبرها عن مدى اشتياقنا وحبنا لها ، عن اللحظات الجميلة والاكثر من رائعة عن كل ما عشناه وشاهدناه عن كل تلك الأشياء والتفاصيل الصغيرة التي لم تكن تعني لنا شئ ، عن الضحكات والابتسامات عن التعب والسهر والكد في سبيل الوصول ، عن اللحظات البائسة وانهياراتنا وياسنا عن الإنتظار الذي دام طويلاً ، عن كل ما يسر ويجلب الحب من لحظات ونحن نُقلب اراشيف الصور الخاصة بنا عن تلك الأيام التي لن تعود ، ثلاثة اعوام انقضت ومرت بحلوها ومرها ، عشنا لحظاتها بايامها وساعاتها ودقائقها وكانها بالأمس القريب وكانها مرت بين غمضت عين وانتباهتها ، مرت مسرعة مرور الكرام لم نشعر بسرعتها ولم ننتبه إلى عقارب ساعاتها ولم نكن نعلم انها قد عدت حقيبة سفرها لسّفر بعيداً عنا ، رحلت مسرعة وما اسرع الاشواق التي تنوب عنها ، لم نستطع ان نشاهد الاشواق وهي تعزف على اوتار الأحزان وهي تحيط بنا من كل مكان ، مكبلة قلوبنا واسيره تلك الدمعات في محاجر العيون ، لم نسمح لها بالسقوط واخذها حرية التعبير عن مدى اشتياقنا وحزننا.

الاربعاء ٣٠ يونيو لم نكن نعلم أن هذا اليوم سيحتوي كل تلك المشاهد والأحداث ، كم هو عظيم هذا اليوم كيف استطاع أن يحتوينا بكل مافينا بل كيف استطاع المرور بكل هذه السهولة ، الم يكن يعلم بأنه كان طموح قلوب ارهقها طول الإنتظار ، الم يعلم بأننا سهرنا جميع الليالي ومضينا كل تلك الأيام حتى نعتنقه ،كيف له أن يرحل هكذا ، الم يُخبره أحد أن هناك من انتظره طويلاً ؟ أعتقد انه من المفترض أن يكون عيداً وطنيناً نحتفل فيه مع الجميع ، فنحن لم نكن نعلم أن ٣٠ يونيو هو نفسه يوماً ما الذي كنا ننتظره.

اصدقائي بل إخواني واحبابي لعل ما اشعر به الان ، انتم فقط من تشعرون به وتذوقون مرارته رغم شعور الإنتصار الذي يحتوينا إلا أن هناك شعور يخالط بشاشة قلوبنا ويلامس اوتارها ويعزف بلحن الحنين عليها ، هل أخبرتم أحد بماذا شعرتم في لحظات العناق كيف كانت نبرات اصواتكم وأنتم تحدثونهم ، هل خالطت العبرة حديثكم ثم عم السكوت عليكم لتنهار مدامعكم وهي كافية بأخبار الجميع أن اليوم كأن شاقاً بكل ما تعنيه الكلمة ، الم تخبروهم عن مدى اشتياقكم بل عن مدى قسوة الفراق ، الم تخبروهم انكم اشتقتم لكل زاوية عشتم بها وكل ضل شجرة تضللتم بضلاله ، كيف لم تخبروهم أنكم لستم مدركين إلى الان انكم قد وصلتم وحققتم ماتريدون تحقيقه ، اخبروني أولاً كيف ستخبرونهم وبأي صيغة ستعبرون وهل هناك احرف تعينكم عن التعبير ، كيف لذلك الشعور أن يوصف ، وددت لو اكتبه شعراً فلم أجد مساحات التعبير في باطن الشعر ، ثم بحثت عن كلمات كافية حتى تشرح وتفسر ما نشعر به فلم أجد وها انا اكتب واكتب وبين كل كلمة وكلمة أشعر بالرغبة في الكتابة ، أشعر أن هناك مازالت كلمات لم اجدها ومشاعر لم انثرها بين السطور ، وددت ان اكتب لكلاٍ منكم مقال لاخبر كلاً منكم عن مدى اشتياقي له ، اتمنى أن يكون عنوان مقالي هذا كافياً لتعبير عن ما تشعرون به ، كنت ابحث عن عنوان فلم أجد الا تلك الكلمة التي قالها لي صديقي علي هديش وهو يخبرني عن اشتياقه للأيام الخوالي فقال واصفاً لها "الأيام التي لن تعود" فوددت أن اكتب عنها حتى يجف حبر قلمي.