مقالات وكتابات


الجمعة - 02 يوليو 2021 - الساعة 10:44 م

كُتب بواسطة : محمد صائل مقط - ارشيف الكاتب



الحقتني أمي بالمعلامة في منتصف الستينات ..بيزما حل علينا الأستاذ خميس عمر بن جعة الحضرمي ..رحمة الله عليه ..والذي تزوج عمتي فيما بعد وانجبت له بنات والشاب صديقي ناصر خميس عمر ...
الاستاذ خميس طاب له المقام وصلحت له الايام بالعيش في قريتنا ضواحي الريف ارض البدو والرعيان ..كنا ندرس معلامة تحفيظ القرءان وندفع بعد كل خمسه عشر يوما عانتين أجرة التعليم ..ثم تشفع الأهالي ومنهم العاقل علي بن حيدرة الطريقي ..وصالح ابوبكر الحنشي ..وهو جد الاعلامي عبدالله الحنشي وكثيرون… عند السلطان ناصر بن عبدالله الفضلي ..على إثرة تم توظيف الاستاذ خميس معلما ..ومؤسسا لمدرسة الشهيد احمد علي حيدرة الطريقي ..كنت اصغر طالب يتيم ..وجيعان نحيل الجسم وعظامي هشاشه ..نتيجة لسوء التغذية من تلك الأيام…
وكانوا اقراني يعتدون علي ويضربوني وكنت أذهب لأمي لأشكو حالي وهواني ومن جور ماحل بي… وبعض الامهات بمقولة الدبلوماسيه احلام الفضلي ..أب وأم وكانت أمي تنتفض كأنها الدجاجة على صغارها ..فتمطي العصاء وتأدب من ضربني ..وفي احد الايام ضربوني زملائي وسال الدم من أنفي وسال الدمع من عيني فأويت اولول لأمي واشكو عليها ..فصعت وقامت قيامتها وذهبت لتنصر لي ..فتعاونين بها النسوة وضربن أمي وشجين جبينها باإله حاده ربما تكون حجر ..واصيبت أمي اصابات بلغيه سال دماؤها ..وعلى إثر ذلك كانت ستحصل فتنة بين جدي وعمي من جانب وبين اهل النسوة من جانب آخر الذين ضربوا امي لولا تدخل العقلاء ورأب الصدع فيما بين القبيله ..كنت ابكي شفقة لأمي الذي ضربت بسببي وانتحب وأمي تهون علي من مصيبتي وتمسح دموعي بمقنعها ومن يومها آليت على نفسي بعدم الشكى لأمي مهما تعرضت للاعتداء او نحو ذلك…كانت أمي جميلة ولازالت وكلما زاورتها للقرية قبلت جبينها ومحل علامة الاصابه التي لازال وشمها في جبين أمي الجميل…
وحالما عيدت على أمي قبلتها وزجرتني أمي قائلة لاتشمشي عرقي ففديتك بنخسي ..فشعرت برغبة في البكاء حينما تذكرت الموقف قبل 50 سنة ..فذكرت الموقف لأمي وضحكت بضحكتها المجلجلة حتى بان آخر ماتبقى من نواجذها ..ثم قالت وبلهجتها البدويه ..عادك ذاكر فديتك وفديت عقلك ولينا نبا نتابل الله وسلم التبجنا… ادعو لأمي بطوال العمر وقل للزمان ارجع…
وهذا محدثكم البدوي محمد صائل مقط ..