مقالات وكتابات


الثلاثاء - 13 يوليو 2021 - الساعة 03:24 م

كُتب بواسطة : علي ظبية العولقي - ارشيف الكاتب


يقول المتنبي :
ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرى..
أَنَّ الكَواكِبَ في التُرابِ تَغور..

لقد رحل احد كوكبنا الذي لطالما كنا نفتخر وهو يُضي عالمنل بنوره ، رحل كوكبنا الدُري ، رحل أحد أكبر علماء السُنة وفارس منابرها ، رحل بهدوء دون ان يُصدر أي إزعاج وهكذا يرحل العظماء ، رحل العمراني نعم رحل لكن لم ترحل فضائله بيننا ، لقد رحل تاركاً صومعته ومصحفه ومنبره وآثار اقدامه الى المساجد وأركان منزله التي لازال صدى قرانه في باطنها وكل هذا من سيفقده حقاً اما نحن فقد رحل عن عالمنا المشؤم قبل ذلك لقد رحل منّا وتركنا عندما انشغلنا بالصراع فيما بيننا وانخرطنا في السياسة والحروب ، نعم رحل عنا فلم يكن بيننا عندما كنا نتقاتل فيما بيننا ، لم يكن بيننا عندما تحاسدنا وانشغلنا بالدنيا وزخرفها ، تركنا وانشغل بدينه ، فضّل أن يكون العادل عندما تركنا العدل ، لم يمِل عندما مِلنا جميعنا في فتن وقاذورات السياسة ، اخذ دينه وذهب بعيداً ثم رحل بهدوء خافت الصوت ، ما اعظم العظماء عندما ترحل حتى عند رحيلهم لا يتركون اي صخب او أصوات عالية ، حتى عند رحيلهم يعلمونا الدروس ، دائماً رحيلهم بهدوء كرحيل كوكبنا اليوم ، فعظم الله اجر الأمة الإسلامية والشعب اليمني جنوبه وشماله فيه.

رحل العلامة والقاضي محمد بن إسماعيل العمراني وترك العلم والحب والمودة ، ترك السلام والأمان.
فاللهم السلام والأمان على قلبه ، اللهم إنهُ ضيفك وأنت أرحم الراحمين واكرم الاكرمين ، اللهم ابدله دار خير من داره واهل خير من اهله ، اللهم ارفع درجته وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ، اللهم العوض لليمن وأهله خيراً ، آمين يارب العالمين ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.