الإثنين - 09 أغسطس 2021 - الساعة 07:54 م
اليوم الأكثر إنتظار والاكثر اشتياق بل الأكثر حب ع ساير الايام ، اليوم الذي صنعته في مخيلتي بشتى الطرق وأختلاف المشاهد فيه ، كل يوم وانا اتخيله بمشهد مختلف حتى عجزت مخيلتي عن التخيل ، كنت أترغبه وأنتظره بفارق الصبر ، كنت اعيش لحظاته بيني وبين نفسي ، تارة أراني وانا مرتدي لباس تخرجي والتقطع الصور التذكارية مع أصدقائي وتارة أراني امشي على السياج والأهل والاحباب يحيطون بي عن اليمين وعن الشمال ولا أسمع الا اصواتهم وهتافاتهم المتعاليه واصوات أناشيد التخرج وانا في نشوة السرور وقمته ، كم مرة رأيت نفسي وانا استلم شهادة تخرجي بل كم مرة رأيت عناق من أحب عند استلام شهادتي ، شعور لا يوصف واحاسيس جياشه لا يمكن كتابتها في سطور ، حتى دموع الفرح قد رأيت أنّي انثرها على ملابس تخرجي واكتاف أحبابي ، كم ليلة صنعت من يوم حفل تخرجي يوماً عالمياً لا يستطيع الأدباء ، الشعراء والكتّاب التعبير عنه بل وتعجز البابهم عن التفكير فيه ، كنت أبحث كل يوم عن مشاهد آخرى وصورة جديدة ومناظر مختلفة كي أراني وانا بكل قوتي في هذا اليوم.
توقعت كل شي الا هذا يا 8 أغسطس لم أتوقعه ، توقعت المستحيل فيه والذي لن يتصوره أحد ، ولكني لم أتوقع ابداً أن كل ما رسمته في مخيلتي سيذهب ادراج الرياح ، لم أتوقع أن 8 أغسطس سيكون مؤلم لهذا الدرجة ، لم أتوقع قساوته وشدته وعدم رحمته لي ، لم أتوقع أنه سيحشرني في موقف كهذا الذي حشرني فيه ، لم أتوقع أن دموع الفرح الذي تخيتلها ستكون دموع حزن وحسرة ، عيوناً دامعه وأطراف مرتجفه وذبول ملامح ، مازال صدى الانين والآهات في تلك الزوايا وكل زاوية تحمل من الدموع المنثور اكواما.
كنت حينها اواسي نفسي بنفسي واقول "صبراً يا نفس فالخير فيما اختاره الله" ، لن يفهم احد الذي مررت به ولن يستطيع أحد تخيّله حتى ، فقد كنت مُبتسم رغم ذلك ، اشارك الاصدقاء فرحتهم وأنا الحزين الذي تخنقه كل صورة من صورهم ، ليس هناك كلمة في جميع لغات العالم قادرة على أن تعبر بما مررت به ولكني تركتها في هذه الكلمات حتى أن مررت عليها في أقسى أيامي تذكرت قساوت هذا اليوم فهان عليّ ما بعده.