مقالات وكتابات


الأربعاء - 14 نوفمبر 2018 - الساعة 07:21 م

كُتب بواسطة : عبدالله سعيد القروة - ارشيف الكاتب



مسكينة انت ياشبوة كم نكذب عليك ونتغنى بحبك وعشقك نفاقا وكذبا ونحن اول من يغدر بك ويتخلى عنك لأن البعد القبلي والمناطقي والإنتماء غريزة متأصلة في نفوسنا ومهما حاولنا ان نتجاوزها او نبتعد عنها نراها تظهر فجأة وبدون مقدمات عند اول اختبار .
كثيرا ما نتغنى بالشعارات ونكتب المنشورات والمقالات التي تتجاوز البعد القبلي والمناطقي ونصنع من انفسنا ملائكة منزهين عنها ونرى ان شبوة بيتنا وحزبنا !! ولكن نفشل في اول منعطف يقابلنا .
هذه الحقيقة التي نخفيها جميعا وتشهد علينا السنتنا واقلامنا ومجالسنا انا نكذب على انفسنا فقط اما الغير فيعلم الحقيقة كما هي وليس كما نصورها .
المشكلة عندما يصدر المنطق القبلي من المثقفين ولاكاديميين الذي كان يفترض فيهم ان يكونوا القدوة ويمارسوا القبول بالغير ممارسة وليس شعار وعمل وليس تنظير .
إن سياسة النأي بالنفس عن الواقع التي تمارسها النخبة المثقفة في شبوة هي سلوك سلبي مميت ولن يجدوا ما يعذرهم او يعفيهم من سلبيتهم هذه إلا العمل الجاد في خدمة محافظتهم كلا في مجال اختصاصه .
ولأن المعرفة سلوك وعمل وليس شهادة تخرج ووشاح كان يجب على نخبة شبوة المثقفة والمتعلمة والحريصة على شبوة وابنائها ان تترجم هذا الحرص على ارض الواقع وان تعمل على تحييد البعد القبلي اولآ لتبدأ اولى خطواتها في سبيل اصلاح شأن شبوة ويليه تباعا نبذ المناطقية والعمل على ترسيخ هذا الفعل ليكون سلوك وممارسة .
ولابد من خطوات مدروسة وجريئة لتغيير الواقع المأساوي للمحافظة عبر زرع وعي مجتمعي يقبل الآخر في موقع المسئولية مهما كان انتمائه القبلي والمناطقي اذا كان يملك الكفاءة للقيام بالمسئولية وباستطاعته تحملها بجدارة بغض النظر عن من يكون وما هي قبيلته وإلى اي منطقة ينتمي .

ندعو نخب شبوة المثقفة لأننا نعتقد أن عليها بعد الله المعول في تغيير هذه الحالة المزرية أن تعمل على تشكيل هيكل تنظيمي يضمها وتنتمي اليه لعمل دراسة لتقييم الوضع وكيفية التغيير وخطوات البدء على ان تكون كل هذه الخطوات مدروسة ومعمقة لأن المهمة صعبة وعسيرة وعليهم البدء حالا في العمل لعل وعسى أن يغيروا تلك المفاهيم الهدامة المتمترسة وراء حائط القبيلة والمنطقة والتي لم ولن تصلح محافظة ولن تبني دولة .

كما ان على هذه الفئة من كوادر شبوة تقع مسئولية التغيير ! ولن يستطيعوا إلا بتغيير مافي نفوسهم اولا والتجرد من تلك الآفة المدمرة وإلا صدق فيهم قول الشاعر :
( وما انا الا من غزية إن غوت .. غويت وإن ترشد غزية إرشد) .

والسلام
14/11/2018