الثلاثاء - 11 يونيو 2019 - الساعة 12:53 ص
في السويد وجنيف هذا يستعرض وذاك يشجب ، الكل في فلكه يسبح ، يتلذذ بطعم الضحية مسبقا ويحدد حجم نصيبه منها .
دعونا نسترجع تاريخ المفاوضات ، حيث كانت فلسطين افتتاحية العدد ، ضاعت القدس في يونيو ٦٧ ، تلتها لبنان ، حتى جاء دور العراق فسقطت وذبح صدام يوم عيدنا الأكبر، ثم ليبيا وسوريا التي تتقاسمها سبع جيوش " امريكيه وفرنسية وايرانية و الإسرائيلية وتركية وروسية بالإضافة لحزب الله وداعش .
تم اليمن ارض الحكمة والإيمان كما يطلق عليها ، فمن هنا تبدء حكايتنا نحن ، ففي أرض الحكمة تعمقت البرجماتية بكافة صورها الوقحة، حتى أصبحنا لا نميز بين السياسي والمصلحجي والثورجي .
كثرت الاسامي ، هذا ابو فلان وذاك بن زعطان ، هذا قائد فذ ، وذاك سياسي حكيم ، والثالث دبلوماسي فطن ، الكل حاضر في زمن غابت فيه الدولة اكانت الشمالية منها والجنوبية !!
وحدها دولة تويتر والفيس بوك قائمة ، ترقص على بقايا وطن لا نعرف ملامحه .. ننظر لهذة الدولة ببلاهه تغزو حنايا القلوب ، لنحيا على امل لم تلامسه الكفوف منذ ربع قرن .
دولة زرعت نبت إعلامي خبيث ، يملك سوطاً يجلد العقل كلما حاولنا ان نعيد البصيرة له .
تشابهت حروفهم وكلماتهم ، حتى الخطب الرنانة أصبحت واحدة ، تختلف فقط في اسم الكيان التابعة له ، الكل يتغنى بمصلحة الوطن ، والكل يؤكد بأنه الوحيد القادر على لملمة ما تبقى لنا من ذاكرة وتاريخ ، وحدة من يستطيع أن يجمع الفرقاء ويوحد كلمتهم تحت اسم وراية واحدة .
في الحقيقة نحن اليوم لا نملك هذا الكيان القادر على تحقيق ما يقوله هؤلاء ، شرنقة مخيفة تجمعنا تحت جناحها ، خيوط عنكبوتيه تحاول اصطياد فرائسها بكل عناية ، تظهر هذا ، وتخفي ذاك ، لكل منهم دور تحدده هي ، ليحقق مصالح مخفيه لا نهاية لها ، فكيف يمكن تحديد نهايتها اذا كنا نجهل متى انطلقت صافرة بدايتها ومن كان الضد والحكم .
واقعنا مخيف يا ساده ، والبقاء فيه للاقوى .
فإن لم نعي خطورة المرحلة ستصبح اليمن بشطريها كبش فداء يوضع وسط حلقاتهم المستديرة لتقسم على ما يشتهي الوزان .