السبت - 24 أغسطس 2019 - الساعة 10:36 م
نسمع اليوم أصوات البكاء والعويل ترتفع وعبارات الاتهام والتنديد تكال, كل ذلك بسبب سيطرت الشعب الجنوبي وقواته المسلحة على أرضهم ودخولهم معسكرات تأوي عناصر إرهابية, وهروب حكومة هي في الأصل حكمت على نفسها بالنفي, فأبت إلا أن تقيم خارج بلدها, مترددة على الفنادق الفخمة, بحثا عن السكون والراحة, وبعيدا عن الضجيج والمطالبات المتكررة لها للنهوض بواجباتها, حكومة لا يمكن وصفها بأقل من الفاشلة الآبقة, فمنذ أن تشكلت كرست كل وقتها وسخرت عظيم جهدها لتضييق الخناق على شعب الجنوب الذي نصرها وآواها ذات يوم, فلا غرو في ذلك فهي حكومة يتمترس خلفها حزب الإصلاح اليمني, ذلك الحزب الشرير الذي يناصب الجنوبيين العداء ويجعل منهم خصما لدودا, لا لشيء إلا لمناهضتهم لمشاريعه العدائية وأطماعه القذرة على أرضهم.
انتصارات الجنوبيين المتتابعة كانت كافية بجعل حزب الإصلاح يتصرف دون أدنى وعي, فدفع بكل أبواقه ومأجوريه من إعلاميي الدفع المسبق, لتضليل الرأي العام والتدليس على البسطاء, واقتراف الكذب الفاضح واختلاق الوقائع, وترديد كلام رخيص للاستهلاك الإعلامي, لتغطية الهزائم التي مُني بها سياسيا وميدانيا, في محاولات يائسة وبائسة لبث الحياة والروح في جسد أصبح خاويا.
يقينا نقولها لهؤلاء لقد خسرتم معركتكم أيها الأوغاد بل معارككم المستمرة مع شعبنا الجبار, وستخسرون أي مواجهة قادمة معه, فالفرق بينكم وبينه شاسع, أنه الفرق بين الحق والباطل, وهو الفرق بين السماء والأرض.
ففي كل مرة تخرج أسود الجنوب الباسلة من ثكناتها لمواجهة أي طارى يستجد مهددا أمن البلد والمواطن, يخرج الشعب إلى الشارع لمباركة هذا العمل الميداني, في تناغم جميل والتحام فريد من نوعه وغير مسبوق بين الشعب وجيشه.
قبل الأمس تحررت عدن الباسمة ولحج الثقافة والفنون وبالأمس تحررت ابين الجنوب واليوم تتحرر شبوة الحضارة والصمود وغدا تتحرر حضرموت الخير, وبعد غدا ستتحرر مهرة الأصالة والإنسان.
فلن يقبل الجنوبيون بالغزاة واللصوص, ولم تكن بلدنا حاضنة لمشاريع الإرهاب القادم معهم أبدا, فلقد هب هذا الشعب العزيز المغوار من أقصاه إلى أقصاه لطرد عصابات الأحمر والمتحالفين معها في مختلف أصقاع الجنوب.
لقد كسب الشعب الجنوبي المعركة السياسية والإعلامية ويكسب اليوم المعركة الميدانية, وأصبح العالم كل العالم ينظر اليوم بإعجاب وفخر كبيرين للجنوبيين ولتلك الإنجازات المتحققة, وأصبح يتفهم جيدا مطالبهم المحقة, بعد أن فشلت جميع الرهانات التي كانت تعول عليها القوى اليمنية المختلفة في الجنوب.
الجنوب مقبل اليوم على مرحلة مفصلية وتحول نوعي بعد أن بسط سيطرته ونفوذه على كل ترابه, فلم يبق لحكماء اليمن وعقلائها سوى الاعتراف بالحقيقة كما هي والقبول بها دون أي تأويل, والابتعاد عن المجازفات غير محمودة العواقب, حقنا للدماء وحفاظا على ما تبقى من وشائج للأخوة والجوار.
والله على ما نقول شهيد.