الوطن العدنية/كتب/العارف بالله طلعت
الإخلاص في العمل من أعظم الأمور التي يجب الالتزام بها لما لها من أثر طيب في حياة الفرد والمجتمع بأكمله ويبدأ إخلاص الإنسان بأن يكون مخلصا لربه في قيامه بالعبادات على أكمل وجه وأفضل صورة
أما العمل الذي يكون خالصا لوجه الله تعالى فيكون مثمرا حتى لو كان صغيرا أو قليلا المهم أنه لم يخالطه أي نية لغير الله تعالى ولهذا فإنه طريقة للوصول إلى العمل المتقن الذي لا تشوبه شائبة أبدا. الإخلاص في العمل من صفات المؤمنين الصادقين الذي صدقوا عهدهم ووعدهم مع الله تعالى خاصة أن المخلص في عمله سواء كان هذا العمل عبادة أم عمل وظيفي لا يلتمس إلا رضا الله تعالى ولا يطلب الثناء والمدح من أحد أو من باب التفاخر وهذا بحد ذاته يجعله قويا وواثقا من نفسه لا يهمه العباد بقدر اهتمامه برضى الله وحده كما أن الإخلاص من مكارم الأخلاق التي أمر الله تعالى الالتزام بها فالناس لا يرضون عن بعضهم إلا وفق الأهواء والمصالح الشخصية.
ان الإسلام اهتم بالعمل ورفع من قيمته فى المجتمع لأنه الأساس الأول فى بناء الأمة وتحقيق نهضة الشعوب والمجتمعات المعاصرة فالعمل هو فريضة إسلامية حيث يحث على الانتاج والكسب المشروع ممايعود بالنفع على المجتمع من زيادة النشاط الاقتصادى وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(اذا اقامت الساعة وفى يد احدكم فسيلة فان استطاع ان لايقوم حتى يغرسهافليفعل ) .
ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكليف العامل ماليس من اختصاصه تجنبا لسوء الأداء فقال صلى الله عليه وسلم : (إذاوسد الأمرإلى غير أهله فانتظر الساعة )رواه البخارى. وامر الرسول صلى الله عليه وسلم بإختيار الأكفأ لتجنب الإساءة إلى الجودة كما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم إتقان العمل فى جميع نواحى الحياة حسب شرع الله ووفق الأسس الفنية للاداء ويقول صلى الله عليه وسلم : (إن الله يحب من العامل إذا ماعمل ان يحسن ) رواه البيهقى
والإخلاص فى العمل فرصة سانحة للامة الإسلامية حتى تتقن عملها وتجوده لتلحق بغيرها من الامم فإتقان العمل فريضة إسلامية تكاد تكون غائبة عن مجتمعاتنا مع ان القران الكريم يقول :(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) .
ولقد هدف الإسلام إلى بناء امة واثقة فى يومها مطمئنة فى غدها ينعم أفرادها بالهدوء والسكينة حينما يربى الأفراد على الأمانة فيؤدونها حق الأداء ورعاية الذمم وحفظ الحقوق التى هى من الركائز الأصلية فى بناء المجتمع ونحن ندرك ان الإسلام أمرنا بان نتخذ من أنفسنا رقيبا يعصمنا من الزلل فنؤدى الأمانة ونتقن العمل. ويجب أن يكون الدافع والحافزعلى إتقان العمل وتحسينه عبادة لله وطاعه.والإسلام يهتم دائما على رفع مستوى الإقتصاد بالنسبة للإنسان ولا يأتى ذلك إلا بالمزيد من العمل والجهد المتواصل ومطلوب نعمل بجهد أكثر حتى نحقق الكرامة للمواطن المصرى ونتغلب على المشاكل الموجودة حاليا وهى الفقر والأمية وتأثيرها السلبى على الجانب الدينى .
ولو أخلص جميع الناس في أعمالهم لسارت عجلة التطور بشكل أسرع خاصة في العمل الوظيفي الذي يجب أن يؤديه أصحابه بإخلاص تام وإتقان كامل حتى يكون صحيحا دون أخطاء فالإخلاص مجد من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والدول التي يخلص أبناؤها في خدمتها تكون متطورة لا تخشى الأعداء أو الغدر أو الخيانة لأن الجميع فيها يعملون بمثابرة واجتهاد ويكون هذا العمل نابع من أعماقهم.