حوارات وتحقيقات

الثلاثاء - 22 مايو 2018 - الساعة 07:27 م بتوقيت اليمن ،،،

فضل الجونة

الوطن العدنية/كتب/فضل الجونة

لا أدري لما بعض النخب السياسة تتجه نحو الرياضة وتجعل منها جسر عبور لمشاريعهم السياسية ، غير مدركين بأن السياسة هي خراب الرياضة، ولا يريدوا يفهموا أن الرياضة والسياسة لا يتفقان، وهناك توجه على مستوى الأطر الرياضة الدولية العليا  بعدم اقحام الرياضة في السياسة ، وهناك عقوبات وضعت في حالة استغلال الرياضة لأغراض سياسية، باعتبار بأن الرياضة للجميع باجوائها النقية، بعيداً عن نهج السياسة (الخبيثة) واضرارها على المجتمع. 

اليوم للأسف الشديد هناك من يريد ان يتسلق على ظهر الرياضة ويجعل منها جسر عبور لماربه السياسية، وينسف جهود الآخرين ويحاول سرقت جهودهم وأعمالهم، وهو سلوك يتعارض مع اسس ونهج الرياضة وأخلاقياتها ومبادئها القيمة، فليدرك هولا أن ماتبقى لنا في هذا الوطن سوى الرياضة الذي نتفس جميعا عبر هوائها النقي حياتنا الطبيعية، فلاتفسدوها وتزجوا بها في دهاليز السياسة وتعصفوا بها في مستنقع السياسة الخبيث. 

ما نشاهده اليوم من تسابق بعض الجهات ذات النهج السياسي من اقتحامها لميادين الرياضة وبطريقة غير متزنة وتفتقر إلى أخلاقيات الرياضة ومعانيها السامية، وهي نوع من المكايدة السياسية والاستخفاف بعقول الآخرين وتندرج ضمن سلبيات العمل الرياضي ، من خلال ممارسات تسي في الأساس لتلك الجهات، وقد تكون تلك الممارسات والأعمال التي يقوم بها البعض هي اجتهادات ذاتية لأشخاص يبحثوا عن مآرب شخصية والكسب الرخيص على حساب الرياضة البريئة منهم ومن أعمالهم التي تضر بالرياضة ومفاهيمها في الأساس.

نحن نستنكر وندين اي عمل رياضي بغطاء سياسي حرصاً على تنقية أجوا الرياضة وعدم استغلال شباب ورياضيي الوطن وحشرهم في أمور السياسة (الخسيسة) التي اوصلتنا اليوم إلى هذا الوضع المزري والمتردي.

وما نأمله من أخواننا المتحمسين للعمل السياسي  والذي تربطنا بهم علاقة اخوية طيبة أن يجنبوا الرياضة السياسة وحتى لايفسدوا الاجوا الرياضية الجميلة التي تعيشها هذه الأيام عدن الحبيبة، لأن الرياضة والسياسة لايتفقان أساساً وكلا منهما له خصوصياته ، وإذا كان  هناك عمل إنساني تريد تقديمه تلك الجهة السياسة بعيداً عن مكاسب السياسة ، فهناك الكثير من الاتجاهات للعمل فيها، ونذكرهم بأن هناك عدد من الرياضيين ممن خدموا الرياضة والوطن بحاجة إلى لمسة وفاء وتقديم لهم يد العون والمساعدة ، وممكن لتلك الجهات السياسية العمل في هذا الجانب الإنساني الأهم بعيداً عن الشأن الرياضي لغرض كسب عواطف الآخرين ، وهذا سوف يرفع من رصيدهم وحضورهم على المستوى الشعبي، ويتركوا التسلق عبر الرياضة والتي قد يلحقوا بها الضرر ويحطوا القائمين عليها في وضع محرج ، وهم لايدركون بممارستهم الخاطئة تجاه الرياضة واضرارها وتأثيراتها على شريحة الرياضيين .

للأسف بعض من القائمين على أنديتنا الرياضية يتصرفوا بتصرفات تسي للرياضة وحشروا أنديتهم في العمل السياسي الذي لا يجدي ، وهو مايتعارض مع نهج الرياضة  ومع توجهات العمل الشبابي والرياضي، فالاندية الرياضية وجدت حاضنة لابداعات وإمكانيات الشباب وهواياتهم وتفجير طاقاتهم باعتبارهم الركيزة الأساسية وعماد ومستقبل الوطن، وبالتالي لا تحرفوا مسار الأندية عن مهامها الأساسية وتوجها الرياضي التي وجدت من أجله، لان السياسة في الاخير هي مصالح ومطامع ومكايد وفتنه بين افراد المجتمع ، عكس الرياضة وسلوكياتها وأخلاقياتها المبنية على الحب والاحترام المتبادل و التواصل وربط العلاقات المجتمعية، فالرياضة تجمع ولا تفرق وهي رسالة سلام ومحبة بين الشعوب، والرياضة أساساً حققت ما لم تحققه السياسة وعجز عنه السياسيين وغطت عيوبهم وفشلهم. فهل من مستجيب ونعي دروس السياسة الفاشلة.
وشهر مبارك على الجميع رياضيين وسياسيين.