سقطرى المحدد الجغرافي لاقتصاديات الاقليم والعالم

مقالات وآراء

السبت - 11 يناير 2025 - الساعة 09:51 ص بتوقيت اليمن ،،،

كتب/دكتور/ هزم احمد



الصراع على سقطرى اليوم ليس كما يتصوره البعض من خلال ما يتم عرضه عن قيام العديد من السواح الغربيين بزيارة سقطرى وما فيها من طيور النادره وشواطئ جميله نادره ونباتات نادره وغير ذلك من نوادر جزيره السقطرى أو أنها جزيره نادره لا تزال بكر فيمكن ان تكون مشروع سياحي وبحثي
لا ابدا ليس هذا المنطلق الاساسي

جزيرة سقطرى هي مشروع حياة أو موت لاقتصاديات بعض دول الاقليم والعالم بكل ما تحمله الكلمة حياة لمحور اقتصادي معين اقليمي عالمي وموت لمحور اقتصادي معينه اقليمي وعالمي او العكس هذه هي جزيرة سقطرى وهذا هو ايضا موقع اليمن والشواطئ التي تطل على البحر العربي والبحر الاحمر ، ولذلك محاولة اظهارها من بعض النشاط والدول على انها مشروع سياحي لهم محاولة لتسطيح المشهد لاخفاء حقيقته التي سوف اتحدث عنها الان
هناك محور اقتصادي عالمي تحاول الصين ان تبنيه واول اعلان له كان تحت مسمى طريق الحرير الصيني الذي سوف يكون البحر الاحمر احد مساراته البحرية وهو ما يفسر البنية التحتية العملاقة التي تبنيها المملكة العربية السعودية في البحر الاحمر بدء ا من بحر جيزان الى جدة الى رابغ ومدينة الملك عبد الله حتى مدينة نيوم العالمية الفريدة والشراكة الاستراتيجية مع مصر في قصر الملك سلمان والاتفاقية الاستراتيجيه التي تم توقيعها بين كل مصر والسعودية صندوق الاستثمار السعودي المصري برئاسة فخامة رئيس عبد الفتاح السيسي والامير محمد بن سلمان
الصين سوف تكون راس الحربة في هذا المشروع وبالتالي سوف تصبح جزيرة سقطرى اهم نقطة استراتيجية في طريق هذا المحور فمساحتها ثلاث اضعاف مساة جزيرة هونغ كونغ تقريبا وخمسة اضعاف مساحة دولة البحرين تقريبا تخيل مساحتها تخيل ان تصبح جزيرة سقطرى .... مدينه عالمية صناعية فيها موانع بحرية عملاقة ومصافي لتكرير النفط ومصانع وابراج عاليه مثلها مثل هونغ كونغ حين سوف تكون اشبه بمحطة حيوية سوف تجعل كل المحطات الاخرى في اليمن والسعودية محطات هامشية

المحور الثاني مشروع الحرير الصيني الذي تحدث عنه رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في احدى جلسات الامن الاخيره وعرض خارطة لطريق اسماه بطريق النعمة واشار الى راس حربة فيه الى الهند ثم عن طريق الخليج العربي عمان الامارات السعودية الاردن مصر اسرائيل.... كذلك هذا الطريق سوف تكون جزيرة سقطرى النقطة الاساسية فيه نفس كلامنا الذي قلناه سابقا

الامير محمد بن سلمان اعطى مهله ثلاث سنوات لكل الشركات الموقعة بعقود مع المملكة العربية السعودية ولها مقرات اقليمية في خارج السعودية هو يقصد الامارات بان عليها ان تنقل كل مقراتها الى الرياض وعند ذلك لاحظنا نشاط العديد من الاماراتيين الناقد لهذه الخطوة ولاحظنا العديد من انشطاء السعوديين وهم يتحدثون عن جبل علي وميناء دبي ومدينه دبي امام توجه سعودي كبير جدا باستنساخ التجربة الاماراتية الاقتصاديه والسياحيه في السعودية هذا يعني ضربة قاتله للاقتصاد الاماراتي ، فمثل ما قال احد النشطاء السعوديين لن نحتاج الى استيراد منتجات من اوروبا تمر من جوانب من جانب الموانئ السعودية على البحر الاحمر لتلف لفه كبيره ثم تقوم بانزال الشحنه الى ميناء دبي ليتم تعديلها في مصانع جبل علي وتخفيف الجوده فيها ثم ادخالها للسعوديه عبر منفذ البطحاء بجودة ناقصة ، ومثل ما قال بالضبط هذا الناشط السعودي كما في الرابط التالي
https://youtu.be/6j8TNX2ly5Y?si=xJWwXbY9LK3oI-lo

اذا من هنا نفهم ان سيطرة الامارات على جزيرة سقطرى وعلاقتها الاستراتيجية بطريق الحرير الذي تحدث عنه نتنياهو والذي راس الحربه فيها الهند وليس الصين يعني موت لطريق الحرير الصيني والسعودية ومشاريعها العملاقة التي على البحر الاحمر ولذلك فان السعودية لا يمكن ان تسمح لذلك والامارات ترى ان لديها العلاقات القوية العالمية مع الراسمال العالمي بشركة موانئ دبي العالمية مع دول استعمارية عظمى ولوبيات راسمالية عملاقة في الراسمال الغربي الذي يمكنها من خلال هذه العلاقة بالسيطرة على جزيرة سقطرى واجبار السعودية على التعامل مع هذا الواقع ولذلك نجد ان الامارات تسعى لتطبيع حاله من الواقع في جزيرة سقطرى لها من خلال أمرتت الجزيرة
ولكن العقل السياسي الاماراتي يتسم بالمرونة والذكاء والاستفادة من المستشارين الغير اماراتيين فإلا جانب ان لديه علاقات وتوغلات في هذا المشروع العالمي الاستراتيجي كذلك نجده ايضا لديه علاقاته الاستراتيجية مع الصين ومجموعة البريكس العالمية التي تحاول عن طريق روسيا تحرر من هيمنة الدولار ويتوعدها الرئيس الامريكي ترامب بالعقوبات كذلك نجد ان ذكاء العقل السياسي للاماراتي استطاع ان يجنب هذه الجزيرة بما فيها من قواعد عسكرية على علاقة وثيقة باسرائيل من قصف من استهداف الحوثيين لها من خلال التفاهمات مع ايران وهذا من ذكاء العقل السياسي الاماراتي الذي يحاول من خلال المشروع الابراهيمي مع اسرائيل ان يقدم نزول المنطقة كمجدد للدين والعقل الفكري العربي وهو ما يجد معارضة من قبل دول محورية في هذه المسارات كالسعودية ومصر

اليمنيون حقيقة ضيعوا جزيرة سقطرى سابقا خلال فترة حكم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وخلال فترة حكم علي عبد الله صالح وهم اليوم في وضع ضعيف تتقاسمهم الدول الاقليمية ولم يستطيعوا بعد النضوج الى مستوى الشعور الوطني المتسق مع الاحساس بالامن القومي العربي الذي تشعر به دول محورية في المنطقة ويحاول فخامه الرئيس علي ناصر محمد ان يشرحه لهم