مقالات وآراء

السبت - 22 مارس 2025 - الساعة 09:37 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب/د. أنور الصوفي

كما يرقص البرازيليون رقصة السامبا رقص المرحليون الليوة رقصتهم العدنية الشهيرة، فما تدري عن هؤلاء الأبطال كيف يبدعون ويمتعون ويتراقصون ومن أين لهم كل هذا الإبداع؟ فهل هو موهبة أم صقل؟ ولا أراهما إلا الاثنتين قد اجتمعتا في أبطال المرحلي، ففي منافسة رياضية على مستوى الخليج لابد من أن تكون رقصة الليوة العدنية حاضرة، فقد حضرت كتيبة الكابتن فاروق المرحلي لمنافسة الكبار، فحضرت وهي تحمل إرثًا رياضيًا كبيرًا فهي من مدينة عدن أقدم مدينة عرفت الرياضة في المنطقة، ولكنها حضرت وهي قليلة الزاد، فزادها قليل ولكن مواهبها لا تقدر بالاثمان، وعطاء لاعبيها في الميدان كثير وكبير، ففجرت مواهبها في أرجاء الملعب.

شاركت أكاديمية المرحلي لا لغرض المشاركة كما تعودنا في مشاركات رياضية رسمية، وحضرت غير متكئة على وزارة ولا على اتحاد، ولكنها كانت متكئة على جهد سنين في الميدان وخبرات متراكمة وصقل في الملاعب.

مرت أكاديمية المرحلي من بوابة الوديعة متجهة صوب مملكة الرياضة والمال والإعلام والإمكانيات، غادرت أكاديمية المرحلي وطنًا يعيش في ظلام دامس ودلفت على بلاد لا يميز الناظر بين ليلها ونهارها، وربما انذهل اللاعبون بما شاهدوه هناك في حين كان قدومهم من عاصمة المعاناة العاصمة التي تنام وتصحو على انقطاع كل شيء عنها فلا ماء ولا كهرباء ولا رواتب، ولكن المعاناة تولد الإبداع، فأبدعوا وأظهروا مهاراتهم، وتراقصوا بالكرة أمام لاعبي أكاديميات تمتلك الإمكانيات، فحقق الأبطال هدفهم الذي ذهبوا من أجله، فحصدوا الذهب.

أثبتت أكاديمية المرحلي أننا لسنا بحاجة لمبنى لوزارة للشباب والرياضة ولا ناطحة سحاب للاتحاد نحن بحاجة لعمل في الميدان وصرف كل ريال في الميدان لا في تأثيث المكاتب ونثريات المسؤولين، وهذا ما أثبتته أكاديمية المرحلي فقيادتها دائمًا في الميدان تتابع وتوجه وتنقب عن المواهب كما ينقب الخبراء عن الذهب، لهذا جاءت بالذهب.

أخيرًا سيعود الأبطال، فهل ستنبري وزارة الشباب والرياضة والاتحاد والرئاسة والحكومة لتكريم هؤلاء الأبطال؟ فهم نقطة مضيئة في سواد رياضتنا اليمنية المعتم، فمبارك لكل الأبطال الذين جاءوا بالبطولة.