أخبار محلية

الثلاثاء - 25 مارس 2025 - الساعة 11:50 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص



تناول الكاتب الصحفي محمد المسبحي في مقال له، مسيرة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، مشيرا إلى التحديات التي واجهها منذ توليه رئاسة الحكومة، وسط واقع سياسي تغلغلت فيه شبكات المصالح والفساد، حتى أصبحت الدولة شبه غائبة.

وأكد المسبحي أن بن مبارك لم يكن جزءًا من أي صفقة سياسية، ولم يصنع مجده على حساب الآخرين، بل خاض معركة حقيقية لإعادة مؤسسات الدولة إلى مسارها الصحيح، محاولًا إنهاء ثقافة "المكاتب الخاصة" والتوجيهات الفوقية، والصفقات تحت الطاولة"، وهو ما جعله في مواجهة خصوم في الداخل والخارج، وتحت نيران الضغوط والتربصات.

وأوضح الكاتب أن رئيس الوزراء، الذي تعرض في السابق للأسر من قبل الميليشيات الحوثية، وجد نفسه اليوم في معركة لا تقل شراسة، لكن هذه المرة ضد الفساد المتجذر في المؤسسات، حيث أدرك أن الحرب ليست فقط في الجبهات، بل أيضًا في الوزارات والهيئات والمكاتب الحكومية، التي تحولت إلى إقطاعيات خاصة.

وأشار المسبحي إلى أن بن مبارك حاول إخراج المحافظات المحررة من دائرة الفوضى، لكنه اصطدم بمنظومة اعتادت على غياب الدولة، حيث أصبح الحفاظ على الفوضى مصلحة للكثيرين، مؤكدًا أن معركة الإصلاح التي يخوضها رئيس الوزراء هي الأخطر، لأن الخصوم هذه المرة ليسوا ظاهرين، بل متخفين خلف شعارات الوطنية والمصلحة العامة.

ورغم كل التحديات، لا يزال بن مبارك، وفقًا للكاتب، يسعى لإصلاح الأوضاع وسط مقاومة شرسة من قوى الفساد، التي تحاول إعادة نفوذها عبر الأبواب الخلفية. فبينما يحاول البعض إفشال أي جهود للتغيير، يستمر الرجل في البناء وسط الركام، محاولًا إعادة الدولة إلى مسارها الطبيعي، رغم العوائق والطعنات من كل الاتجاهات.

واختتم المسبحي مقاله بالتأكيد على أن التاريخ سيحكم على الرجال بمواقفهم، فهناك من يختار الطريق السهل والمصالح الشخصية، وهناك من يختار الطريق الصعب ووضع الدولة فوق كل اعتبار، مشددًا على أن أحمد عوض بن مبارك واحد من هؤلاء الرجال الذين يرفضون أنصاف الحلول، ويؤمنون بأن بناء الدولة يستحق التضحية، مهما كانت التحديات.