اقتصاد

الأربعاء - 23 أبريل 2025 - الساعة 12:52 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

سجّلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا غير مسبوق بلغ 3500 دولار للأونصة يوم الثلاثاء، في ظل استمرار هجوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما أثار قلق الأسواق بشأن استقلالية البنك المركزي وآفاق الاقتصاد الأميركي الأكبر في العالم.

وسط إقبال واسع على الأصول الآمنة، قفز الذهب بنسبة وصلت إلى 2% مسجلًا 3500.10 دولار، ليؤكد مكانته كأحد أكبر المستفيدين من عودة ترامب إلى المشهد السياسي. كما شهد الين الياباني ارتفاعًا ليصل إلى 140 ينًا مقابل الدولار لأول مرة منذ سبتمبر، بينما تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.

ترامب وصف باول عبر منصته "تروث سوشيال" يوم الاثنين بـ"السيد المتأخر جدًا"، مطالبًا الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة "الآن". ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من تحذير باول من أن الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضتها الإدارة قد تؤدي إلى تباطؤ النمو وارتفاع التضخم.

قالت إيفا مانثي، خبيرة السلع في بنك ING، إن "تصعيد ترامب للضغط على باول من أجل تيسير السياسة النقدية يثير المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، مما دفع المستثمرين للتوجه نحو الأصول الآمنة"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز"، واطلعت عليه "العربية Business".

أثار هذا التوتر المتصاعد مخاوف من أن تؤثر الصراعات السياسية على سياسة البنك المركزي، خاصةً مع خطر زعزعة استقرار سوق سندات الخزانة الأمريكية البالغة قيمته 29 تريليون دولار، والتي تشكل الأساس للنظام المالي العالمي.

وقال تريفور غريثام، رئيس إدارة الأصول المتعددة في Royal London Asset Management، إن "المساس باستقلالية "الفيدرالي" سيكون بمثابة ضربة جديدة لمصداقية المؤسسات المالية الأمريكية التي تحققت بشق الأنفس".

تراجع أسواق الأسهم
وقد أدى هجوم ترامب الأخير إلى تراجع مؤشرات الأسواق، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 2.4%، وأغلق مؤشر ناسداك التكنولوجي على انخفاض بنسبة 2.6%. أما في أوروبا، فقد تراجع مؤشر Stoxx Europe 600 بنسبة 0.6% في تداولات الثلاثاء الصباحية، في حين تشير العقود الآجلة إلى احتمال تعافي الأسهم في وول ستريت عند الافتتاح.

تتزامن هذه الانتقادات مع تراجع متزامن في الأسهم والسندات والدولار الأميركي خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثار مخاوف من أن تتحول تقلبات الحرب التجارية التي أطلقها ترامب إلى رفض أوسع للأصول المقومة بالدولار.

سعر الدولار وحركة سندات الخزانة
ورغم تعافي طفيف يوم الثلاثاء، حيث ارتفع الدولار بنسبة 0.1% أمام سلة من العملات الرئيسية، إلا أنه سجل انخفاضًا يفوق 9% منذ بداية العام.

وفي سوق السندات، تم تداول سندات الخزانة ضمن نطاق ضيق، مع ارتفاع عائد السندات لأجل عشر سنوات بمقدار 0.01 نقطة مئوية ليصل إلى 4.42%.

الرئيس ترامب كثيرًا ما انتقد باول سابقًا لعدم خفض الفائدة بسرعة كافية، في حين أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي مرارًا أنه لن يسمح لأي ضغط سياسي بالتأثير على قراراته.

وأبقى "الفيدرالي" على أسعار الفائدة دون تغيير منذ بداية 2025، بعد أن خفّضها ثلاث مرات متتالية في 2024، منها خفض كبير بمقدار نصف نقطة مئوية في سبتمبر. ومن المقرر عقد الاجتماع التالي للبنك في مايو.

ضرر كبير للاقتصاد الأميركي
وحذّر خبراء اقتصاديون من أن أي محاولة من ترامب لعزل باول قد تُلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الأميركي. وقال مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين في JP Morgan Chase، إن "أي تراجع في استقلالية "الفيدرالي" سيضيف ضغوطًا تصاعدية على التضخم الذي يعاني أصلًا من تأثيرات الرسوم الجمركية وتوقعات التضخم المرتفعة نسبيًا".

شهد الذهب، الذي يُعتبر ملاذًا ضد التضخم، ارتفاعًا بنسبة 33% هذا العام، حيث ضخ المستثمرون أكثر من 19 مليار دولار في صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب خلال الربع الأول، وفقًا لبنك ستاندرد تشارترد.

وقال ألكسندر زومفه، تاجر المعادن في شركة Heraeus: "الطلب على الذهب المادي لا يزال قويًا، خاصة في آسيا، ويتزايد كذلك في أوروبا. وفي ألمانيا، لاحظنا اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين الأفراد حتى خلال عطلة عيد الفصح".