نشرت قناة BBC News مقابلة مع اليمنية الشابة التي تكتب وتلحن أغاني لفنانين عرب كبار مثل كاظم الساهر وفضل شاكر واصالة نصري وعبدالمجيد عبدالله وعبدالله الرويشد ونوال الكويتية وغيرهم من الفنانين.
وخلال اللقاء تحدثت الشاعرة والملحنة اليمنية الشابة جمانة جمال عن أعمالها مع الفنانين العرب وبداياتها ، وأفصحت عن سبب عدم إظهار صورتها في الإعلام ولا يعرفها الجمهور ، وكذلك تحدثت عن قدرتها في كتابة كلمات بلهجات عربية متعددة.
من هي اليمنية الشابة التي تكتب وتلحن أغاني لكاظم الساهر وأصالة وفضل شاكر
وكانت الكاتبة هند الارياني قد كتبت مقالا عن الشاعرة والملحنة اليمنية جمانة جمال وتحدثت فيه عنها بشكل موسع وجاء فيه: الشابة الصغيرة في العشرينات من عمرها جمانة جمال التي استطاعت خلال أربع سنوات فقط أن تصل لكتابة كلمات، وتلحين أغانٍ لكبار الفنانين مثل كاظم الساهر وأصالة نصري وعبدالمجيد عبدالله وعبدالله الرويشد ونوال الكويتية.
من هي جمانة جمال؟
توفيت والدة جمانة في صغرها. وهي في عمر السبع سنوات، فقضت الكثير من فترة المراهقة في عزلة مع الكتب والموسيقى، واكتشفت موهبتها في كتابة الشعر وهي في عمر الثانية عشر.
وكتبت قصيدة في وقتها ترد بها على قصيدة "الحزن" لنزار قباني... علمني حبك أن أحزن. فقد أحبت الكلمات بصوت "كاظم الساهر" وكتبت:
علمني حبك أن أكبر
وأنا ما زلت صغيرة ...لا أعرف ما معنى الشبان
لا أعرف غير أبي رجلا
لا أدرك ما معنى الأحزان
علمني حبك ما المرآة وما الألوان
علمني أنك يوما ما آت بحصانك كالفرسان
لا أعلم ماذا علمني
أو ماذا قد أصبحت الآن
يسعفني قول القباني
علمني حبك ما الهذيان
وربما لم تعلم في ذلك الوقت أنها في المستقبل ستكتب أغنية لكاظم الساهر.
رغم أن جمانة جمال دخلت عالم الفن الخليجي فإنها لم تنسَ الفن اليمني، فقامت بالتعاون مع عدة فنانين يمنيين مثل حسين محب، ووليد الجيلاني، والفنانة اليمنية هديل
يقول كاظم الساهر في فيديو عن جمانة جمال: "قصيدة جمانة جمال (مررتِ بصدري) الكلام الرائع طبعا، أنا عشقت الكلام، أول ما قُرأ لي... كان عن طريق مهندس الصوت إيهاب نبيل، اتصل بي وقال: كاظم اسمع لهذه الشاعرة. فلما بعث لي أول أربعة أسطر قلت له على طول أريدها تكمل لي ياها". وقال أيضا كأن من كتب الكلمات شخص عمره أربعون عاماً.
جمانة فتاة واثقة من موهبتها جدا، قالت لي ضاحكة إنها كانت واثقة أن كاظم الساهر سيحب الكلمات، فهي تفهمه جداً وتفهم ذوقه وما يحب. ذكاؤها هذا ساعدها أيضًا على العمل مع فنانين وفنانات من جنسيات عربية مختلفة، وتقول جمانة إن هذه الثقة بموهبتها سببها عائلتها الصغيرة التي دعمتها، قالت لي "أنا محظوظة فلدي عائلة داعمة، والدي وإخوتي الكبار شجعوني ويحبون كلماتي وأيضًا صوتي عندما أغني".
كيف بدأت موهبة جمانة؟
جمانة ليست من عائلة فنية ولكنها أحبت الفن منذ صغرها، تعزف العود والجيتار والأورج. وكانت عائلتها تتوقع منها أن تدرس في مجال علمي، ولكنها كانت تريد أن تدرس الأدب، وانتهى بها الحال أن درست برمجة كمبيوتر، ولكن موهبتها ظهرت للنور أثناء فترة دراستها، واكتشف موهبتها الملحن ياسر بوعلي- الأمير نايف بن سلمان- فكانت بدايتها في ألبوم "سفينة نوح" الذي أشرف عليه ناصر بوعلي للفنان ناصر نايف، حيث كتبت ولحنت أغنيتين "ما في اليد حيلة"، و"بيّن معدنه بدري" والتي وصلت مشاهداتها على "يوتيوب" لمليون مشاهدة في أسبوع واحد، ثم كتبت ولحنت أغنية للفنان عبدالله الرويشد ولحنت للفنانة نوال الكويتية.
وأيضا لحنت أغنية المنتخب السعودي "عاشق الفوز" والتي غناها عبدالمجيد عبدالله. ومؤخرًا لحنت للفنانة أصالة أغنية الكرسي والتي عند سماعها تلاحظ أن جمانة صنعت خليطاً جميلاً متعدد الثقافات.
الفن اليمني
رغم أن جمانة جمال دخلت عالم الفن الخليجي فإنها لم تنسَ الفن اليمني، فقامت بالتعاون مع عدة فنانين يمنيين مثل حسين محب، ووليد الجيلاني، والفنانة اليمنية هديل.
تصف جمانة الفن اليمني قائلة: "عندي فن يمني خام أستطيع أن أصنع منه ملحمة غنائية لمئة سنة".
هذه الشاعرة والملحنة رغم ثقتها الكبيرة بنفسها فإنها خجولة ولا توجد أي صورة لها في وسائل التواصل الاجتماعية، قالت إن أحد الفنانين طلب منها أن تصعد إلى المسرح ليحييها، فشعرت بالخجل الشديد والارتباك، وتقول إن خجلها هذا- ربما- ناتج عن أنها قضت سنوات طويلة مع الكتب والموسيقى، والتي كونت هذه الشخصية الرقيقة الخجولة.
هناك الكثير من اليمنيات الموهوبات اللواتي لم يسمح لهن المجتمع بأن يظهِرنَ موهبتهن، ولذلك جمانة ممتنة كثيرًا لعائلتها وتقول إن العائلة تلعب دورا كبيرا خاصة في المجتمع اليمني.. "فهناك عائلة قد تحجم موهبتك، وعائلة تدعمك بأن تصل لما تريده". وبالتأكيد هناك استثناءات لمن وصلن لطموحاتهن رغم رفض عائلاتهن، ورغم صعوبة هذا الطريق.