مقالات وآراء

السبت - 03 مايو 2025 - الساعة 01:31 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/عبدالكريم السعدي


رئيس الوزراء أحمد بن مبارك قيل عنه في الحملة التمهيدية لقدومه إلى الوزارة بأنه رئيس توافقي، وأيضًا من سبقه ومن سبقهم قيل عنهم نفس القول بأنهم توافقيون، وكلهم انتهى بهم التقييم إلى الفشل في نظر الشعب دون التوقف كثيرًا عند أسباب ذلك الفشل ومن يقف خلفها!!

اليوم يُروَّج من جديد لرئيس وزراء توافقي في مرحلة جديدة من مراحل الاستخفاف بالعقول والعبث بحياة المواطنين ومقومات حياتهم اليومية، وسينتهي أمر الرئيس التوافقي الجديد إلى ما انتهى إليه مصير من سبقوه، وسنكون حينها أمام مسرحية توافقية عبثية جديدة!!

الحقيقة أن الفشل لا يكمن في الأسماء، وإن تحملت تلك الأسماء مسؤولية القبول بمهمة تدرك سلفا بأنها ستفشل فيها ، ولكن الفشل من وجهة نظرنا يكمن بنسبة 95% في مرادفة (التوافق)، هذه المرادفة التي تحولت إلى لعنة في حياة أبناء الجنوب بالذات وأبناء المناطق المحررة بشكل عام!!

الحديث عن التوافق بين جماعات مسلحة بُنيت على أسس غير سوية سياسيًا واجتماعيًا ولأهداف غير وطنية أتى بها الإقليم وامتلك قرارها واستعبد أمراءها وأذلهم وأدخلهم في ملك يمينه، هو حديث بات مسخًا لا طعم له ولا رائحة، وحديث إفك يُفترى به على الصدق والإخلاص في العمل، وحديث يُراد به المزيد من العذابات للمواطنين، وتشريع لجعل حياتهم ورقة صراع بين أسياد المليشيات المسلحة وداعميها!!

مفردة (التوافق) على ما تحمله من معانٍ سامية، إلا أنها تتعرض اليوم لأبشع تشويه وتلويث واعتساف من قبل ساسة ومنظري أطراف التحالف وأتباعهم من المنقادين على حساب أهلهم ووطنهم وكرامتهم. أما الحل لأزمة ما يُسمى بالمناطق المحررة زيفًا وافتراءً، فيراه الأعمى جليًا، فهو يكمن خارج توافق من لا قرار له، وخارج توافق من تتقاتل أطرافه على اقتسام حق غيرهم ووطن لا علاقة لهم به إلا من بوابة سقوط أبنائه وتسليمهم لهذه الأطراف بتولي أمرهم وأمر وطنهم في لحظة سيلعنهم عليها التاريخ ما بقيت الأرض ومن عليها!!

كما أسلفنا، فالحل لأزمة المناطق التي وضعها حظها العاثر تحت طائلة مفردة التوافق يكمن في إما تحرير تلك المناطق من تلك المليشيات القروية والحزبية والفئوية والشللية والعائلية، أو فصل الحكومة ومنحها الاستقلالية عن تلك الجماعات، وتكليفها بالجوانب الاقتصادية والخدمية للمواطنين، وذلك حتى يتفق سادة تلك المليشيات الإقليميين ويصدرون توجيهاتهم لها بانتهاء مهمتها!!

عبدالكريم سالم السعدي
2 مايو 2025م