عربية وعالمية

السبت - 17 مايو 2025 - الساعة 02:53 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/NBC

تعمل إدارة ترامب على خطة لإعادة توطين ما يصل إلى مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا، وفقاً لما أفاد به خمسة أشخاص مطلعين على الجهود لشبكة NBC News.

وقال شخصان على علم مباشر بالخطة ومسؤول أمريكي سابق إن الخطة قيد الدراسة الجادة إلى حد أن الإدارة ناقشتها مع القيادة الليبية.

وقد تفرج الإدارة عن مليارات الدولارات من الأموال الليبية التي جمدتها الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد مقابل إعادة توطين الفلسطينيين، وفقاً للمصادر الثلاثة.

ولم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد، وأبلغت إسرائيل بالجهود المبذولة، وفقاً للمصادر ذاتها.

ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي على طلبات متكررة للتعليق قبل نشر هذا التقرير وقال متحدث باسم الوزارة بعد ان النشر إن: “هذه التقارير غير صحيحة”.

وأضاف المتحدث: “الوضع على الأرض لا يسمح بمثل هذه الخطة ولم تُناقش مثل هذه الخطة ولا معنى لها”.

وقال باسم نعيم، مسؤول بارز في حركة حماس، إن الحركة ليست على علم بأي مناقشات حول نقل الفلسطينيين إلى ليبيا.

وقال نعيم رداً على أسئلة NBC News: “الفلسطينيون متجذرون جداً في وطنهم ومتمسكون بقوة بأرضهم ومستعدون للقتال حتى النهاية والتضحية بأي شيء للدفاع عن أرضهم وعائلاتهم ومستقبل أطفالهم”.

ورفض ممثلو الحكومة الإسرائيلية التعليق.

وتعاني ليبيا من عدم الاستقرار والصراعات السياسية منذ نحو 14 عاماً منذ اندلاع الحرب الأهلية وسقوط الزعيم معمر القذافي.

وتكافح ليبيا لرعاية سكانها الحاليين في ظل حكومتين متنازعتين، إحداهما في الغرب بقيادة عبد الحميد الدبيبة والأخرى في الشرق بقيادة خليفة حفتر، تتصارعان على السيطرة.

ولم تتمكن NBC News من الوصول إلى حكومة الدبيبة للتعليق، كما لم يرد الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر على طلب للتعليق.

ومن غير الواضح كم عدد الفلسطينيين في غزة الذين قد يرغبون في الانتقال طوعاً إلى ليبيا، وقد ناقش المسؤولون الأمريكيون تقديم حوافز مالية مثل الإسكان المجاني وراتب شهري، وفقاً للمسؤول الأمريكي السابق.

وتظل التفاصيل حول كيفية تنفيذ خطة نقل الفلسطينيين إلى ليبيا غامضة، ومن المرجح أن تواجه الخطة عقبات كبيرة.

ودرست إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة أيضاً إمكانية استخدام ليبيا كمكان لترحيل بعض المهاجرين الذين ترغب في إبعادهم من الولايات المتحدة، لكن القاضي الفيدرالي أوقف هذه الخطط هذا الشهر.

وسيؤدي نقل مليون فلسطيني إلى ليبيا إلى زيادة الضغط على البلاد الهشة.

وفقاً لأحدث تقديرات وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، يبلغ عدد سكان ليبيا الحالي حوالي 7.36 مليون نسمة، وسيكون استيعاب مليون شخص إضافي مماثلاً لتلقي الولايات المتحدة 46 مليون شخص.

ولا تزال المواقع المحددة التي سيتم إعادة توطين الفلسطينيين فيها في ليبيا غير معروفة، وفقاً للمسؤول الأمريكي السابق.

وتجري دراسة الخيارات المتعلقة بالإسكان وطرق النقل سواء براً أو جواً أو بحراً، وفقاً لشخص مطلع على الجهود.

وأياً كانت وسائل النقل المختارة، فمن المرجح أن تكون مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً.

والخطة هي جزء من رؤية الرئيس دونالد ترامب لقطاع غزة بعد الحرب، حيث قال في فبراير إن الولايات المتحدة ستسعى إلى “امتلاك” القطاع وإعادة بنائه ليصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”، وفقاً لمسؤولين أمريكيين حاليين ومسؤول أمريكي سابق.

وقال ترامب في ذلك الوقت: “سنتولى تلك المنطقة، ونطورها ونخلق آلاف وآلاف الوظائف، وستصبح شيئاً يفتخر به الشرق الأوسط بأسره”.

ولتحقيق هدفه في إعادة إعمار غزة، قال ترامب إن الفلسطينيين هناك يجب أن يُعاد توطينهم بشكل دائم في مكان آخر.

وقال ترامب في فبراير خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لا يمكنك العيش في غزة الآن، وأعتقد أننا نحتاج إلى موقع آخر. أعتقد أنه يجب أن يكون موقعاً يجعل الناس سعداء".

وأوضح ترامب هدفه في العثور على “منطقة جميلة لإعادة توطين الناس بشكل دائم في منازل جميلة، حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء دون أن يُطلق عليهم النار، أو يُقتَلوا، أو يُطعَنوا حتى الموت كما يحدث في غزة".

وأضاف: “لا أعتقد أن الناس يجب أن يعودوا إلى غزة".

وقوبلت فكرة ترامب، التي فاجأت بعض كبار مساعديه، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو، عندما أعلنها، بانتقادات من حلفاء أمريكا العرب وأعضاء الكونغرس من كلا الحزبين.

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، حليف ترامب: “سنرى ما سيقوله العالم العربي، ولكن، كما تعلمون، سيكون ذلك إشكالياً على مستويات عديدة".

ورفضت الولايات المتحدة وإسرائيل في مارس أيضاً اقتراحاً من مصر لإعادة إعمار غزة دون إعادة توطين الفلسطينيين.

وتأتي جهود الإدارة الأمريكية بشأن خطة ليبيا في وقت توترت فيه علاقة ترامب مع نتنياهو، جزئياً بسبب قرار إسرائيل شن هجوم عسكري جديد في غزة.

وبحسب مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، ومسؤول أمريكي سابق مطلع على المناقشات، وأحد الأشخاص الذين لديهم معرفة مباشرة بالجهود، فقد درست إدارة ترامب مواقع متعددة لإعادة توطين الفلسطينيين المقيمين في غزة.

وأفاد أحد الأشخاص المطلعين على الجهود، ومسؤول أمريكي سابق مطلع على المناقشات، أن سوريا، مع قيادتها الجديدة بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر، تُناقش أيضاً كخيار محتمل لإعادة توطين الفلسطينيين الموجودين حالياً في غزة.

وقد اتخذت إدارة ترامب خطوات نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا. وأعلن ترامب يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن سوريا، والتقى لفترة وجيزة مع زعيمها الجديد أحمد الشراع يوم الأربعاء.