الوطن العدنية/مقال لـ"عبدالكريم السعدي"
تأتي خطوة فتح طريق الضالع كخطوة طبيعية تمثل تصديقًا وتأكيدًا لتوجهات جماعات مجلس مشاورات الرياض وإنهاءً لمرحلة خطاب كاذب توارت خلف مفرداته تلك الجماعات طوال سنوات توظيفها إقليميًا، سواء على مستوى القضايا المحشورة في زوايا المناطقية والجهوية والحزبية الحاملة لفيروس المشاريع الإقليمية، أو على مستوى قضية الوطن الكبرى وكذبة تحريره من مليشيات الحوثي!
من الطبيعي أن نشهد مثل هذه الخطوة، وهي فاتحة لخطوات قادمة تتشابه معها في التفريط، وتتفوق عليها في الفضائحية السياسية، وذلك في هذا التوقيت وبعد متغيرات غزوة ترامب الأخيرة الحاملة لراية الاتفاقات الإبراهيمية. فهي، كما أسلفنا، تمثل تأكيدًا على توجهات جماعات مجلس مشاورات الرياض الذي جاء على أنقاض آخر بنيان للشرعية اليمنية المتمثلة بالرئيس هادي، والذي جاء على متن قارب خطاب قائم على تخيير جماعة الحوثي واسترضائها. وطبعًا، كلنا يتذكر بيان إعلان مجلس هذه الجماعات الذي جاء فيه نصًا أنه جاء لحسم المعركة مع جماعة الحوثي سلمًا أو حربًا. وطبعًا، نعلم أن مفردة الحرب ألغيت لاحقًا من خلال السلوك التصارعي لهذه الجماعات فيما بينها وفشلها في حل قضاياها وخلافاتها الداخلية وغرقها في الفساد والفوضى وعجزها التام عن وضع أساس لدولة المؤسسات!
يحق لنا أخيرًا أن نهنئ جماعة الحوثي التي تفوقت على أقرانها من الجماعات المسلحة وفضحت أكاذيبها، وفرضت عليها خياراتها، وأثبتت أنه حتى في التبعية والانبطاح هناك أفضلية. فهناك تابعون ومنبطحون لأغراض لا تتجاوز مساحة امتداد كروشهم وصغر عقولهم وتأرجح وعدم استقرار حالاتهم النفسية، وهناك انبطاح من نوع آخر يتجاوز كل ذلك بدرجات فازت بها جماعة الحوثي!!
كل هذه التغيرات وغيرها من الخطوات السابقة أو القادمة تؤكد أن اليمن وقضية استقلاله وتحرره وعودته إلى الحياة الطبيعية يقف على مفترق طرق تفرض إدارة لمعركته بأدوات جديدة تحكمها درجة وعي تتجاوز ما سبق وترتقي إلى مستوى هذه التغييرات، وتقوم على أهداف يأتي في مقدمتها وقف الحرب وإخراج اليمن من مستنقع البند السابع وإنهاء الهيمنة الإقليمية ومحاكمة أدواتها ومرتزقتها من الجماعات المسلحة، وفي المقدمة منها جماعات مجلس رشاد العليمي والطفيليات العالقة بجدرانها المتهالكة!!
عبد الكريم سالم السعدي
19 مايو 2025م