أخبار محلية

السبت - 24 مايو 2025 - الساعة 08:14 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص



أثارت منشور نشرته الدكتورة عبير سالم، الأستاذة في جامعة عدن، عبر صفحتها على فيسبوك، تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن عبّرت فيه عن مرارة الواقع المعيشي الذي يعاني منه أساتذة الجامعات في اليمن، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة المحلية.

وقالت الدكتورة عبير في منشورها:"في ظل هذا الحر الشديد، وانقطاع الكهرباء والماء، أصبح العيش جحيماً لا يُطاق. نعيش على فتات الأمل، نُطفئ لهيب الإحباط بجرعة صبر كلما رأينا الوطن يُجلد بأيدي أبنائه."

وسردت أوجاعها كأستاذة جامعية أفنت عمرها بين الكتب والمراجع، لتجد نفسها اليوم "على هامش الحياة"، على حد تعبيرها، مشيرة إلى أنها كانت تطمح لتأليف كتاب وإنجاز أبحاث علمية، لكنها أصيبت بالإحباط حين رأت "العسكر أولاد الأمس يتقاضون ثلاثة أضعاف راتبها، ويُمنحون إكراميات تعادل راتبها لعدة شهور".

وأكدت الدكتورة عبير أن طلابها باتوا يتساءلون عن جدوى التعليم العالي عندما يعلمون أن راتب أستاذتهم لا يتجاوز 400 ريال سعودي، قائلة:"أهذا جزاء تعب السنين؟ أهذه هي القيمة التي تُمنح للعقول؟!"

وأضافت بأسى:"استعجلت دراستي العليا لأعود وأخدم وطني، كنت أظن أن الوطن سيحتضن أبناءه المتعلمين، لكنني صُدمت بواقع كارثي... وندمت."

وختمت منشورها بدعاء مؤثر تطلب فيه إصلاح الحال، قائلة:"أسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يُصلح البلاد ويرحم العباد، أن نعيش بكرامة، وأن نترك لأبنائنا وطناً لا يحتاجون فيه للهجرة أو الذل."

واختزلت معاناتها بعبارة موجعة:"صرخة أستاذ جامعي.. كان راتبي ألف دولار، واليوم لا يتجاوز المئة."

وتعكس هذه الكلمات حجم التدهور الذي لحق بقطاع التعليم العالي في اليمن، وسط أوضاع اقتصادية خانقة، وتراجع غير مسبوق في مكانة ودخل الكوادر الأكاديمية، ما يهدد بمزيد من النزيف في العقول والخبرات، ويطرح تساؤلات جادة عن مستقبل التعليم في البلاد.