أخبار محلية

الثلاثاء - 27 مايو 2025 - الساعة 11:30 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص


أطلق الكاتب الصحفي ياسر الأعسم، في منشور مطوّل على صفحته بموقع "فيسبوك"، هجوماً لاذعاً على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة في البلاد، متهما النخبة السياسية بالفساد، والعبث، والتسبب في معاناة الناس، معتبراً أن اليمنيين باتوا يعيشون في وطن "لا يرحم الفقراء ولا يلتفت للضعفاء".

الأعسم افتتح منشوره بعبارة ساخرة: "الذي يملك زلط يعيش ملك، والطفران يموت في ستين داهية!"، مجسدًا حالة التفاوت الطبقي الحاد، وفقدان العدالة، وغياب الدولة عن أبسط مسؤولياتها تجاه المواطنين.

وانتقد الأعسم بأسلوب ساخر الخصخصة غير المعلنة للقطاعات الحيوية، قائلًا: "تريد حياة لاصية؟ اشترِ منظومة طاقة شمسية من وكالة بن يمين المسافرة"، وأضاف: "تبحث عن تعليم جيد؟ سجّل أبناءك في مدارس العكبري إخوان النموذجية"، مشيرًا إلى انهيار التعليم الحكومي، الذي وصفه بأنه "قُرطِسَ وكُفِّن وشُيّع بلا بسملة ولا فاتحة".

كما تناول الأعسم وضع القطاع الصحي، متهمًا مستشفيات خاصة بـ"الذبح المالي" للمواطنين، إذ قال: "يَجزرونك ملائكة الرحمة بلا رحمة، وعليك أن تتحسس كليتك قبل المغادرة!"

ولم يسلم الأمن والعدالة من نقده، حيث كتب: "تريد أمناً؟ واسي الشرطة وادفع حق العسكري والطقم. تريد عدالة؟ بِيع أصابعك واشترِ الميزان"

وعن التعليم العالي والمنح الدراسية، سخر قائلاً: "ابنك تلميذ متفوق، لكنه مواطن فقط... لا ينتمي لأسرة الرئيس، ولا من قرية القائد!"

وفي سياق نقده للرياضة والمؤسسات الرسمية، تهكّم على وزارة الشباب قائلاً: "يريد الناس جيلاً سليم العقل والجسم، فيزورون وزارة بني بكر حيث النشاط الوحيد: حزب وصندوق ومشاريع ببيك"

الأعسم ختم منشوره بإشارات سياسية حادة، لافتاً إلى محاولة رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عوض بن مبارك إجراء تغييرات جذرية في تركيبة الحكومة، لكنه قوبل بمقاومة شرسة من مراكز النفوذ، فآثر الانسحاب بشرف. وأضاف: "جعلوا شعبهم خصماً لهم، وحتماً سيقتلعهم يوماً."

المنشور أثار تفاعلاً واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، لما حمله من صراحة في التوصيف وجرأة في كشف حجم الانهيار والفساد، الذي بات يهدد بقاء الدولة ومؤسساتها.

وفي ظل هذا الواقع المأزوم، يظل الدكتور أحمد عوض بن مبارك أحد الأصوات الوطنية النزيهة، التي حاولت كسر حلقة العبث، وإحداث إصلاح حقيقي داخل منظومة غارقة في الصفقات والولاءات.

لم يرضَ الرجل أن يكون جزءا من مشهد مشوّه، فاختار الانسحاب بشرف، متمسكًا بمواقفه، ومحافظا على نزاهته، ليبقى مثالا لرجل الدولة الذي قد يرحل من المنصب، لكنه لا يغادر ضمير الشعب.