الوطن العدنية/كتب_عمر باهرمز
أعذرني يا أستاذي..
فليس من جدّ وجد وليس من زرع حصد !
فمن جدّ واجتهد لم يجد ؛ ومن زرع لم يجنِ إلا الشقاءَ في البلد !
أعذرني يا أستاذي..
فقانون نيوتن الثالث لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار معاكس له في الإتجاه !! لا ينطبق على أحد ، الفعل فينا ولا لنا ردة فعلٍ أبا وشيخا وولد...
فهل ترى حال البلد؟
صدّقتك يا أستاذي...
عندما قلت(يَسرقُ المسؤولُ المواطنَ)
وأن الفعل المضارع (يسرقُ) يفيد الاستمرار.
وأن الفاعل (المسؤولُ) مرفوعا دائما بمركزه.
وأن المفعول به(المواطنَ) منصوبا ومسروقا حقه...
ودائما هو في كبَد !
أعذرني يا أستاذي...
لم تقنعني بقولك (سُرقَ المواطنُ)
أخبرتني حينها..
أن الفعل (سُرقَ) من الماضي
وأن (المواطن) نائبا للفاعل
وأن الفاعل مبنيٌ للمجهول
فمستحلٌ وأبد !
أعذرني يا أستاذي...
أنا وأنت نعلم
أن السرقة لا زالت وستظل
وأن المواطن لم يكن نائبا للفاعل
وأن الفاعل ليس مجهولا.. ولا يجهله إلا سيبويه.
أسفي على هذا البلد !
🖋️ عمر باهرمز
