مقالات وآراء

الأحد - 08 يونيو 2025 - الساعة 07:43 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب/سمير سعيد فارع

لم يكن إبن عدن القبطان سامي سعيد فارع الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة موانئ خليج عدن يدرك أن حلمه بوطن أفضل سيكون الثمن الذي يدفعه من مستقبله المهني.

فحين وقع اتفاقية خروج موانئ دبي من ميناء عدن، كان قد دق المسمار الأول في نعش مستقبله.

أما المسمار الثاني، فكان عندما رفض استبدال شركة أجنبية بأخرى، واختار إنشاء شركة محلية تدير الميناء، مؤمنا بأن الكفاءة لا تأتي بالضرورة من الخارج.

أما المسمار الثالث، فكان استعادته أراضي الميناء المنهوبة، وهي خطوة جريئة أعادت للقطاع السيادي شيئا من هيبته، وواجه فيها مصالح نافذة لم تكن تتوقع أن تُمس.

ثم توج جهوده بتوقيع اتفاقية مع الجانب الصيني خلال زيارة الرئيس هادي إلى بكين، لإنشاء رصيف جديد بطول ألف متر وعمق 18 متراً، مجهز بأحدث المعدات، إلى جانب تعميق القناة الملاحية وحوض الاستدارة، في مشروع طموح يفتح آفاقا تنموية واقتصادية لميناء عدن.

ثم بلغ طموحه ذروته حين وضع مصفوفة سلطة موانئ عدن، التي تحولت لاحقا إلى نص قانوني معتمد في مؤتمر الحوار الوطني، واضعا نصب عينيه نموذج الدول الطامحة نحو المستقبل.

وهذه فقط بعض من الإنجازات التي قام بها. فهناك الكثير من الجهود والمبادرات التي لم نذكرها هنا تجنبا للإطالة، لكنها تشهد جميعها على رؤية واضحة وإرادة وطنية صادقة.

لكن تلك الإنجازات، بدلا من أن تُكرم، تحولت إلى تهمة… فكافأته الحكومات المتعاقبة بما لم يكن في حسبان أكثر المتشائمين: الإقصاء والتهميش، ليُلقى في زاوية النسيان لأكثر من عشر سنوات، فقط لإرضاء مصالح المتنفذين والمتضررين من جهوده وإصلاحاته.

واليوم… يشاهد ثمار ما زرع تُقتلع واحدة تلو الأخرى.
كيف يُجنى الحلم شوكا؟ وكيف يُلغى كل ما أنجزه من أجل الوطن؟

العبرة؟

في هذا الزمن… لا تحلم لأجل الوطن، فإنك بذلك تهدر ذاتك.