الوطن العدنية/كتب_هاني المحثوثي
في لحظة مفصلية من التاريخ الجنوبي، بزغ نجم ثلاثة رجال، جمعهم الإيمان بالحرية، وربطتهم وحدة الهدف وقوة الموقف:
اللواء الشهيد البطل محمد صالح طماح،
المحامي الوزير علي هيثم الغريب،
اللواء الركن الدكتور ناصر الفضلي.
هؤلاء لم يكونوا مجرد قادة، بل كانوا الركائز الأولى للحراك الجنوبي السلمي، منذ انطلاقته النقية من ميادين الكفاح إلى صروح العدالة والكرامة. توحدوا منذ البدايات على قضية الجنوب، وحملوا همومه بين أكتافهم، وجالوا المدن والقرى والجبال والسهول، يجمعهم صوت الجماهير، وتوحدهم مطالب الجنوب الحر.
واجهوا السجون والملاحقات، وقُطعت مرتباتهم لأكثر من عقدين، لكنهم بقوا أوفياء، لا ينحنون للعواصف، ولا ينكسرون أمام الترهيب. كانوا رموزًا للنقاء الوطني، ونموذجًا للبعد عن المناطقية، صاغوا بتجربتهم المشتركة ملامح الحراك، وحافظوا على خطه السلمي النزيه.
وبعد سنوات من النضال، اختارت الأقدار أن تغيب أحد أركان هذا الثلاثي العظيم، فسقط اللواء محمد صالح طماح شهيدًا، تاركًا خلفه إرثًا لا يُمحى وذكرى تتجدد في ضمير كل جنوبي حر.
فيما مضى الوزير علي هيثم الغريب في مسار المجلس الانتقالي وتقلد مناصب رفيعة، بقي اللواء الدكتور ناصر الفضلي كما كان، وفيًا لمبادئه، مؤمنًا بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، ثابتًا في موقفه رغم التهميش، ومتمسكًا بقيم النضال التي ضحّى لأجلها، حتى وإن نسيه بعض من كان معهم بالأمس.
نعم، لم يُكافأ الفضلي على نضاله وتاريخه، والسبب مناطقية بغيضة وأمزجة سياسية تفتقر للإنصاف، لكنّه بقي كما هو، شجرة لا تنحني، تموت واقفة وهي شامخة في سماء المبدأ.
ومع هذا الثلاثي الأصيل، كانت هناك كوكبة من القادة الأحرار الذين شكّلوا المشهد النضالي للحراك الجنوبي السلمي، ومنهم:
حسن أحمد باعوم
علي منصر القطيبي
ناصر الخبجي
يحيى غالب
عبده المعطري
عامر الصوري
صلاح الشنفره
ناصر حويدر
حسين زيد
عباس العسل
أحمد القمع
أحمد عمر بن فريد
صالح يحيى
الشاعر علي حسين البجيري
شلال علي شايع
عيدروس حقيس
حيدره ناصر الجحماء
علي محمد السعدي
صلاح السقلدي
فؤاد راشد
احمد بامعلم
فادي باعوم
وغيرهم من الرجال الذين أشعلوا فتيل الثورة السلمية الجنوبية، ووضعوا اللبنات الأولى للكرامة والسيادة.
اليوم، وبينما تتقلب المواقف وتتبدل المواقع، يبقى اللواء الدكتور ناصر الفضلي صورة صادقة لنقاء الفكرة وثبات المبدأ، يستحق التكريم والاعتراف، لا الجحود والنسيان.