مقالات وكتابات

المسبحي: من جاء ببن بريك هو من عطّل مسار إصلاحات بن مبارك

أخبار محلية

الثلاثاء - 08 يوليو 2025 - الساعة 01:25 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص



قال الكاتب والمحلل السياسي محمد المسبحي إن حديث رئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك عن انعدام الموارد، لا يعكس الواقع الحقيقي على الأرض، معتبرًا أن ما ورد في تصريحاته الأخيرة لا يتسق مع حجم الإمكانات الاقتصادية المتاحة في المحافظات الجنوبية.

وأوضح المسبحي، في منشور له على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن المحافظات الجنوبية – من عدن إلى حضرموت – تضم أهم الموانئ البحرية، والمطارات الحيوية، والمعابر الجمركية، وحقول النفط والغاز، إلى جانب موارد ضريبية هائلة، مشيرًا إلى أن مدينة عدن وحدها، لو تم إدارة مواردها بشفافية، لكانت كافية لتغطية الرواتب، وضمان الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، وتحقيق فائض تنموي فعّال.

وأضاف أن اعتراف رئيس الوزراء بوجود "فساد مهول يلتهم كثيرًا من الموارد"، لم يصاحبه حتى الآن أي إجراء عملي أو إصلاحي منذ تسلّمه منصبه، وهو ما يُبرز – بحسب تعبيره – تناقضا صارخا بين التشخيص والتنفيذ.

وأشار المسبحي إلى أن الوضع يزداد غرابة إذا ما قورن بما واجهه رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الذي خاض – وفق وصفه – معركة مفتوحة ضد الفساد، وطالب بإقالة ومحاسبة وزراء معرقلين، وواجه عرقلة متعمدة لمسار إصلاحاته، لكنه لم يحظَ بأي دعم من القوى السياسية، بل شُنّت ضده حملة إعلامية منظمة، في ظل صمت مطبق من الجميع.

وفي تعليقه على تعيين بن بريك خلفا لبن مبارك، تساءل المسبحي عن الجهة التي تقف خلف القرار، مجيبا:"من جاء ببن بريك هي أطراف نافذة داخل مجلس القيادة الرئاسي، وعلى رأسهم الرئيس رشاد العليمي، الذين لم يكونوا مرتاحين لإصلاحات بن مبارك ولا لمواجهته المباشرة لمنظومة الفساد."

ولفت إلى أن هذه القوى قامت باستبدال بن مبارك بشخصية أكثر قبولًا وتماهيًا مع التوازنات السياسية، حتى وإن جاء ذلك على حساب الدولة، والمواطن، والإصلاحات الجوهرية.

وتابع بالقول:"من يشتكي اليوم من قلة الحيلة هو نفسه من قبل بالدور، وسكت عن الأسباب، وشارك – بقصد أو دون قصد – في تعطيل مسار إصلاحي كان بدأ يتحرك فعليًا.".

واختتم المسبحي حديثه برسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء قائلاً:"بن بريك لا يحتاج أن يحلف فوق المصحف… بل يحتاج أن يحاسب الفاسدين، ويواجه المعرقلين، ويعيد لمؤسسات الدولة مكانتها وهيبتها. وإن لم يستطع، فأشجع وأصدق خطوة يمكنه القيام بها، هي أن يصارح الشعب باستقالته، بدل أن يكتفي بدور المراقب الحزين الذي يصف الأزمة… لكنه لا يغيّر فيها شيئًا.".