الوطن العدنية/أحمد علي القفيش*
ولد في عام 1940 وتوفي في 10 يوليو 1993 لكنه خلال الثلاثة والخمسون عاماً التي عاشها ترك خلفه تاريخاً لا تمحوه الأيام فأبا جهاد لم يكن مناضلاً ولا وزيراً ولا رئيساً للوزراء عادياً بل كان من صناع الأحداث والقرار ومن عرابي السياسة.
الحديث عن هامة وطنية بحجم محمد علي هيثم وعن تاريخه لن تتسع له عشرات المجلدات فهو شخصية نادرة لا تتكرر و لكنا في ذكرى رحيله نحاول أن نتطرق لبعض خصال الفقيد الذي كان يمتلك فراسة عالية عند لقائه ببعض الأشخاص لأول مرة وتمييز نسبهم إلى أي قبيلة وهذه حدثت أمام عيني قبل وفاته بسنتين.
لقد جمع فقيد الوطن بين العسكرية والمدنية والقبلية والسياسة وكان منضبطاً في مواعيده نشيطاً في تحركاته ولا يهدر دقيقة واحدة من وقته وكان بسيطاً متواضعاً في تعامله مع الناس شجاعاً في مواقفه محباً لعمله مخلصاً لوطنه وللقضايا التي يؤمن بها، بدأ محمد علي هيثم عمله مدرساً في العشرينات من عمره وانخرط في حركة القوميين العرب وكان من مؤسسي الجبهة القومية بقيادة الرئيس قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف وعلي ناصر محمد وعلي عبدالعليم واحمد صالح الشاعر وآخرين وأرتبط مع والدي المناضل علي محمد القفيش الذي كان من القيادات الميدانية والفدائيين خلال تلك الفترة بعلاقة وطيدة وصداقة أستمرت حتى وفاته.
برحيل المناضل محمد علي هيثم فقدت اليمن هامة وطنية ومرجعية سياسية لا يمكن تعويضها او ملأ فراغها فقد لعب الفقيد دوراً كبيراً فى معالجة الكثير من الخلافات بين شركاء الوحدة بعد التوقيع عليها وكان له موقف سجله التاريخ من الخطوات الغير مدروسة أثناء التوقيع عليها وحسب عليه موقف ظالم بأنه ضد الوحدة رغم أنه كان وحدوي أكبر منهم ولكنه كان ينظر لأبعد مما كانوا ينظرون إليه وكان حريص على بقاء الوحدة ولا ينظر لها من منظور السلطة ولا يسعنى في هذه الذكرى إلا الترحم على هذا القائد الإستثنائي الذي لا يتكرر.
احمد علي القفيش
رئيس ملتقى أبين الجامع