مقالات وآراء

الأحد - 26 أكتوبر 2025 - الساعة 11:32 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب/ طلال لزرق

يُعدّ الأمير محمد بن غالب العفيفي، نائب سلطان يافع والناطق الرسمي باسم القبيلة، من أبرز الشخصيات القبلية والاجتماعية في جنوب اليمن، حيث يجمع بين الأصالة اليافعية المتجذّرة والرؤية العصرية التي تسعى لخدمة المجتمع وتعزيز التلاحم الداخلي. وقد استطاع أن يوازن بحكمة بين مكانته الرمزية كأحد رموز السلاطين اليافعيين وبين دوره الفاعل في القضايا الوطنية والاجتماعية الراهنة.

تميّز الأمير العفيفي بمواقفه الثابتة والداعمة للمصالحة والوحدة الجنوبية، وكان من أبرز المؤيدين لتأسيس مجلس شيوخ وسلاطين وأمراء الجنوب، معتبرًا أن تلك الخطوة تمثل عودة للرموز التقليدية إلى دورها الطبيعي في بناء الدولة الحديثة. وأكد في أكثر من مناسبة أن التاريخ الجنوبي العريق لا يمكن فصله عن الحاضر، وأن التعاون بين الرموز التقليدية والمؤسسات الرسمية هو الطريق الأمثل لتحقيق العدالة والاستقرار.

وعلى الصعيد الاجتماعي، يُعرف الأمير محمد بن غالب العفيفي بدوره الفعّال في حل النزاعات القبلية والمجتمعية، حيث يتدخل بحكمة ومسؤولية في قضايا الإصلاح وجبر الخواطر، مستفيدًا من مكانته المرموقة وعلاقاته الواسعة بين القبائل. وقد نجح في أكثر من حالة في نزع فتيل التوتر وحقن الدماء، مؤكدًا أن يافع كانت وما زالت موطن النخوة والصلح والوفاء.

إلى جانب دوره الإصلاحي، يشارك الأمير العفيفي بانتظام في المناسبات الاجتماعية والوطنية، مؤديًا واجبات العزاء، ومساندًا الأسر المتضررة، وداعمًا لمبادرات الخير والتكافل الإنساني. كما يقف إلى جانب الشباب، مشجعًا إياهم على التعليم وخدمة المجتمع، وداعيًا إلى العمل بروح الفريق الواحد من أجل بناء مستقبل أفضل.

ويرى العفيفي أن الأمن والاستقرار هما أساس التنمية، مؤكدًا في خطابه أن على القيادات القبلية أن تكون سندًا للدولة وشريكًا فاعلًا في تثبيت الأمن ومحاربة مظاهر التقطع والفوضى. وقد دعا إلى تفعيل دور العُقلاء والمشايخ في تعزيز السلم الاجتماعي وصيانة القيم التي عُرفت بها يافع عبر التاريخ.

وفي الجانب الثقافي، يُعدّ العفيفي من الشخصيات الداعمة لإحياء التراث اليافعي والمحافظة على الموروث الشعبي، حيث يشارك في المهرجانات والفعاليات التي تحتفي بالهوية والذاكرة الجماعية، مؤكدًا أن الحفاظ على الإرث الثقافي ليس مجرد وفاء للماضي، بل هو جزء من مشروع وطني يعزز روح الانتماء ويرسّخ قيم التعايش بين الأجيال.

من خلال هذه المواقف المتزنة والنشاط المتواصل، استطاع الأمير محمد بن غالب العفيفي أن يكون صوت الحكمة والتوازن داخل يافع والجنوب، جامعًا بين تراث القبيلة وروح الدولة الحديثة. إنه نموذج للقائد الذي يوظف مكانته في خدمة الناس، ويؤمن بأن القيادة الحقيقية ليست في الوجاهة والمقام، بل في السعي الدائم للإصلاح، والدفاع عن قيم الإنسانية والاستقرار والبناء.