مقالات وآراء

الإثنين - 04 مارس 2024 - الساعة 10:00 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/ سالم المسعودي

سألت زميل قديم لي وتربطني به صداقة حميمة منذ زمن وقد كان يعمل في المجال الإعلامي ثم فجاءة قرر اعتزال مهنة المتاعب .. مهنة الصحافة إلى الأبد .
ولقد سألته عن الأسباب فأجاب صديقي العزيز بقوله :
لقد اكتشفت ياصديقي انني مثل الأطرش في زفة كلا يغني فيها على ليلاه وكل من فيها سياسيون شباع حد التخمة وكل منهم يدعي الجوع والفقر وكل منهم يمثل امامي دور الثائر النظيف الشريف الذي يكاد الفقر يقتله ..

ويضيف صديقي والحزن الشديد يرتسم على وجهه : كل منهم هؤلاء يريدني أن اكتب له تصريح صحفي وحينما اكتب لهم واطلب منهم تقديم الدعم لي يمثلون عليا أنهم فقراء معدمين وانا اعلم جيدا باوضاعهم الإقتصادية الفوق ممتازة واعلم أن كل منهم يتلقى مخصص شهريا واعلم جيدا أنه لا فقير حقيقي في هذه المسرحية الهزلية إلا أنا ولا فقيرا حد الموت جوعاً إلا أنا واطفالي واعلم جيدا أن كل واحد من هؤلاء القذرين الذين نكتب لهم بكل إخلاص كل منهم يعتقد انك تتلقى دعما ماديا من غيرهم على ماتكتبه لهم !

واستطرد صديقي قائلا : هذا جانب من معاناتي والجانب الآخر انني إذا طلبت دعماً مادياً من الوسائل الإعلامية التي اعمل مراسلا لها كل منهم يدعي الفقر أيضا وكل منهم يريدك أن تعمل مراسلا مجانيا معهم في حين اعلم مايتم صرفه لبعض المراسلين امثالي من هذه الوسائل الإعلامية .. كما أنني أعلم كم زميل لي يستلم مخصص شهري من ثروات الجنوب إلا أنا لا أدري لماذا يفرض علي الجميع حصارا اقتصاديا منذ أكثر من عقد من الزمان لأسباب اجهلها.. وكل طرف من هؤلاء الحرامية يحسبني على الاخر .. لهذا قررت ياصديقي العزيز وعن قناعة تامة قرار لا رجعة فيه ابدا اعتزالي العمل الصحفي وترك المسرحية ليكمل تمثيل فصولها على الشعب الذي وصل حد البحث في براميل القمامة عن طعام بسبب هؤلاء المناضلين الفجرة والذين يعيشون في غنى فاحش مقابل أن يضمنون لاسيادهم بقاء الشرفاء المناضلين والصادقين الحقيقيين يكابدون الثالوث الخطير الفقر والمرض والحروب الإقتصادية ضدهم منهم ومن أسيادهم ! ومن اسياد أسيادهم الكبار !!! ومقابل أن تبقى عامة الشعب في حياة صعبة جدا يفتقد فيها الشعب لكافة الخدمات الضرورية ويكابد الغلاء الفاحش وانقطاع المرتبات التي لا تكفي لقيمة كيس دقيق وانقطاع الكهرباء وغيرها وحسبنا الله ونعم الوكيل !
سألت صديقي هل من امل في التراجع عن قرار اعتزالك العمل الصحفي فقال لي والحزن والألم يعتصر قلبه ابدا ابدا لن اعود ! قلت له كلنا على دربك سائرون ياصديقي العزيز ! ولا تحزن ولا تيأس من رحمة الله وثق بأننا سنلتقي بهؤلاء يوم الحساب .. ونصحته أن يبحث له عن شغلة محترمة ياكل منها لقمة عيش بشرف وحلال .. والله يوفقك ياصديقي العزيز.

سالم المسعودي