الوطن العدنية /كتب/إبراهيم بِن صالِح مُجوَّر
بينما تحيي حضرموت ذكرى انتصارها على تنظيم القاعدة، تبقى شبوة -للأسف- تحت أنياب الإرهاب، تتناهبها التنظيمات الإرهابية بقيادة العتيقي، ويَخيم على صحرائها تحت سمائها خفافيش الظلام بقيادة الطالبي في مشهد يُدار بأجندات حوثية ـ إيرانية تتستر خلف شعارات عاطفية رنانة، دون أن تواجه بردع حقيقي يُعيد لِشبوة ثقلها الأمني بعيدًا عن الصورة الإعلامية المُحسنة من اللجنة الأمنية التي لم تستطع القبض على منفذي هجوم نقطة نوخان (يناير 2018) وهجوم نقطة دفاع شبوة في المدخل الشرقي (يونيو 2022) وسلسلة عمليات القاعدة التي تجتاح المحافظة ولا زالت بين الهجمات عبر الطيران المُسير والشروع بتجارة الملابس وصناعة العسل وبيعها وسط عتق من قبل أطراف ثالثة، واستمرار تهريب السلاح والاتجار بالبشر بوديان الصعيد واستخراج المعادن من الجبال الشرقية والجنوبية للمحافظة، جميع ذلك يوفر لهم غطاء مالي كبير واستقرار طويل الأمد في شبوة.
لماذا لا تسلك شبوة درب حضرموت؟ ولماذا لا يعلو صوت التحرير في وادي مذاب وخورة وعماقين وصحراء عرماء كما علا في المسيني والشحر وغيل باوزير؟ أسئلة تتردد وتسمع من جدران منازل أبناء شبوة بالداخل والخارج قبل أن تكتب على منصات التواصل الاجتماعي، وهل الخلل بقيادتها الأمنية التي يعمل فيها عناصر تحاول إيقاع بعض أبنائها بأعمال كيدية بهدف الحصول على مبالغ مالية لا تقل عن 300,000 ريال يمني، أم أن الخلل بمن قام بتقديم ضمانته مقابل الإفراج عن أحد العناصر المتطرفة والتي سبق وأن شاركت بعملية إرهابية لتنظيم القاعدة في منطقة بغربي شبوة، ولكن "مع كل ذلك" لا ننسى فضل شبان اللجان المجتمعية -بعد الله- والذين يعملون بصمت وهدوء بكشف النقاب عن التحركات السرية والتي أفضت بتحقيق نجاحات أمنية لم تكن لِتُحقق.
ولا ننسى أنه مع كل يوم يمر دون تأسيس جهاز مكافحة الإرهاب في شبوة أو تطهير وديانها وجبالها بعملية عسكرية برية وجوية، هو هدية تقدم لتنظيم القاعدة على طبقٍ من دماء قادتها وأبنائها المخلصين ونستذكر هنا الشهيد العقيد أحمد محسن رويس السليماني ـ الذي لن يكون الأخير مع أن الوضع لم يعد يحتمل مزيدًا من الدماء والصدمات بسبب التواطؤ والأخذ بالرأفة والرحمة، والتي أدركت القاعدة تفوقها ليس بذكاء عناصرها الإرهابيين بل بسذاجة وتشرذم وخلافات قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية البينية عن هدف مكافحتهم وملاحقتهم.
فالمواطن يرى ويسمع صباحًا مايحدث، ويعي من يماطل وينسى مساءً عن ماحدث، فإلى متى هذا الصمت، ومتى سيآين الأوان لقيادة تعلن الحرب وتضرب بيدًا من حديد وتقول "القاعدة عدونا، فمن يحميها من مشائخ أو يتعاون معها من مواطنين هو خنجر في خاصرة الأمن والسلطة المحلية، وسيدرج اسمه ضمن لوائح المطلوبين للتحقيق معه مهما كانت صفته أو مكانته"، واليوم.. انظروا إلى حضرموت التي قالت كلمتها قبل سنوات كيف أصبحت بعد أن كانت، أما شبوة، فصوتها لا يزال مخنوقًا مغلولًا بقيود العطف والتعاطف والرفقة والكثير من تخاذل أبنائها وعدم جديتهم.
وأخيرًا.. هل ننتظر تفجيرًا لسيارة مفخخة حتى نتحرك؟ وهل ننتظر شهداء آخرين حتى نصحو، فالسكوت عن القاعدة خيانة، وغض الطرف عن إرهابها جريمة يا أبناء شبوة، كونوا شجعان فالحر يموت واقف ولا ينام ذليل والعرب ما تموت إلّا وهي متوافية.