أخبار محلية

الأحد - 22 يونيو 2025 - الساعة 01:11 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص



تتفاقم مأساة الكهرباء في مدينة عدن المنهكة، وسط عجز حكومي غير مسبوق عن توفير وقود محطات التوليد، في وقت تعيش فيه المدينة صيفا قائظا وواقعا معيشيا متدهورا. الكاتب الصحفي محمد المسبحي، وفي منشور له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، طرح السؤال الذي بات يلاحق كل مواطن بسيط:"ما الذي يمنع الحكومة من شراء وقود الكهرباء".

المسبحي أكد أن الإجابة، وإن لم تُعلن رسميا، باتت واضحة للجميع: لا يوجد مال. فالحكومة، بحسب تعبيره، لا تملك سيولة نقدية، ولا تحتفظ بأي احتياطي من العملة الصعبة، ولا حتى تمتلك قرارًا سياديًا حقيقيًا يتيح لها إدارة موارد الدولة بشكل مركزي وواضح.

وأشار إلى أن الإيرادات العامة التي كان من الممكن أن تغطي نفقات الكهرباء والوقود، باتت ممزقة ومشتتة بين أطراف متعددة ومكونات تتقاسم النفوذ والجباية، حيث "كل طرف يمسك بباب من أبواب الدولة ويغلقه على نفسه".

وأوضح المسبحي أن ما تبقى من خزينة الدولة يتآكل يومًا بعد يوم بين رواتب وهمية، وموازنات عبثية، وفساد فاضح لا يجد من يوقفه. حتى شركات تزويد الوقود، التي كانت تتعامل مع الحكومة، فقدت ثقتها بها، ورفضت البيع بالدين، واشترطت الدفع المسبق بالدولار، وهو الدولار الذي بات مفقودًا، والقدرة على الدفع معدومة.

وحذر المسبحي من أن أزمة الكهرباء في عدن مرشحة للاستمرار، طالما أن الخزائن خاوية والدعم الخارجي انقطع، والمنح الخليجية أُهدرت خلال سنوات من الفشل الإداري دون أن تترك أثرًا حقيقيًا على الأرض.

واختتم منشوره بالتأكيد على أن الأخطر من كل ذلك هو غياب أي خطة واضحة أو تحرك ملموس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واحتواء الانهيار، حيث لا توجد إلا تصريحات ووعود جوفاء، "لا تشعل سراجا واحدا في المدينة".