الوطن العدنية/كتب/حسين سالم السليماني
تعاني الشعوب أزمات في كل مناحي الحياة، وفقد العيش الكريم المواطن في وطنه، وكأنه لاينتمي الى دولة او سلطة تبحث عن الخروج مما يعانيه.
وهذا ما زاد اللهيب بين افراد المجتمع الذي يبحث عن الاستقرار في مناحي حياته،او يجد من الصفوة الحاكمة الحلول؛لكن الحاكم مثل الرماد الجاثم على الجمر !
وقد يشبه الرماد الى حد ما التربة ؛لكن التربة تصلح لتكون موطنا للنباتات التي يستفاد منها،،، وهذه المقارنة مثل الحُكم في الدول المتطورة في الحقوق والواجبات لمواطنيها، بينما الرماد ليس فيه شئ غير ان يكون غطاء فوق الجمر الملتهب،ويمنع الاستفادة منه،وهو كذلك حتى ينطفي او يكون فحماً،مثل حكّام العرب او الدول النامية.
أن أكبر مفسدة طال ليلها هي رفع صور الزعيم لعقود من الزمن وسكوت الشعب و تسليم قيادته لمن أخذ حقه في الحياة الكريمة.
وفي تلك الدول لا يشك أحد أن سبب ماتعانيه الشعوب من هؤلاء الذين تسلطو عليها ردحا من الزمن ؛ لأنهم قدموا فلسفة للحكم من صنع الفساد والهدم المجتمعي، الذي طال كل شيء،وظن الاخرون انه يسير نحو الرقي والتنمية؛وهذه المفسدة من صنع الحاكم تتفوق على افكار المتحررين،وعلى السياسيين منهم،حتى اخذو الشعوب من بين ايديهم، ورضيت الشعوب بهم وسارت مثل القطعان خلفهم نحو الزرائب ، مخالفة لسياسة التحرر الصحيحة.
أن الشعوب ودينها وما تملكه من ميراث حضاري يجعلها تقدمية وليست رجعية كما يلصق بها.
وإنما كان يصف الإسلام وشعوبه بالرجعية حتى يبعد المجتمع عن أقوى رابط يوحد الكيانات التي لايستطيع الوقوف أمامها، لكنها جعلت من أبناء جلدتنا من يتخصص للاسف بحمل معول الهدم،تجاه ما تمتلكه الشعوب من مقوامات عظيمة ؛ وتجد ذلك عند الحداثيين المنحرفين من العرب الذين يواصلون ما عجز عنه اسيادهم.
وهذه الشعوب وماتملكه جعل العدوان يتحالف عليها من مكان، وهذا الخوف وهو بحد ذاته،دليل على عظمة هذه الشعوب!وانها تقدمية في نهجها القائم على دينها الذي تجده كلما تقدمت الشعوب تجد دينها قابل للتعايش، ومتقدم على التاريخ .
لكن كثيرا ممن يدعي الثقافة من العرب والمسلمين رجعييون للأسف، وهم من أسباب أنحاط الشعوب بفهم الخاطئ للإسلام عند البعض منهم،وهو الذي يعتبر من أصولها التقدمية، وتورط به الحداثيون المعاصرون الذين يتهمونه أنه لا يتناسب مع العصر
للأسف، وكثيرا من هؤلاء الذي يطلق عليهم المثقفين ببلاد العرب، لا زالوا يعيشون مشاكل من وضعهم او من يسيرون خلفه،ومازالت تمطر عليهم خيراته! ولا يعيشون زمانهم ولم يستوعبون أن الشعوب قد تقدمت عليهم.
ويعتبر هذا الانحراف في الشعوب عندما تحول الحكم من شورى إلى الفرد الحاكم القاصر عن فهم الاشياء للحكم،وانتهى تبادل للسلطة وسيادة الشعب على الثروة؛
وحينما حصل هذا الانجراف تحولت الشعوب إلى تابع وفقدت سيادتها .
ووصل التسويق (للاستبداد)من افراد تلك الشعوب، ومن خلالهم حارب الحاكم كل جميل في الوطن ونشر العهر السياسي والثقافي،وحارب الفضيلة،ونهب مقدرات الشعب وثرواته، وجعل أمر الشعب مرتهن بيد غيرها ...
قاموس لا ينتهي من الفساد والتدمير .
انها هديا تُقدم للمستبد ، بمسخ العقول المسطولة والمخدرة! من قبل هؤلاء المحسوبين على المثقفين والسياسيين!
والتي تزين قواعد الظلم والطغيان؛ وباسم القوانين وكذلك بشرعية رب الارباب سبحانه وتعالى .
وهي صفوة منسوبة لمن يظن الشعب انها عقول نيّرة !!!
أن ضربية تحرر الشعوب أقل ضرر من الجلوس تحت الطغاة والمستبدين!
لقد زرعوا في نفوس الشعوب انهم هم القدر المحتوم والأجل المكتوب،الذي لا يغير ولا يبدل، ودونهم الطوفان والهلاك،(تم الاغلاق
لايوجد مجال لاي اصلاح أو تغيير عندهم)
ولو عدنا الى الدول الغربية،وشعوبها؛فلم نجدها قد ارتضت بالعبودية والخنوع لكن كانت تثور على الظلمة، وكيف كان حالها مع ماهي عليه الآن...
فقد أثمرة ثورتهم وما حققوه من حياة كريمة تليق بالإنسان..
وماحصل من اضرار ومفاسد في ايام ثورتهم لا يقارن بما حققوه من التقدم والحياة الكريمة...
وهذا على مستوى الدول الغربية....
فكيف لو كانت هذه الدول هي العربية سيتحقق من وراء اسقاط المستبدين اكبر مما تحقق عندهم.
ان الشعوب اليوم بحاجة الى ثورة في كل المجالات ومنها الفكر وتغيير للمفاهيم الخاطئة!
لايظن البعض ان الثورة هي الحرب والمظاهرات واغلاق الشوارع والحرائق؛ وهذا مايريده المستبد، لا بل هي تحرر فكري وعلمي! ان الشعوب الفقيرة المسحوقة و الجاهلة لاتصلح ان يرتكن عليها المتحررون؛حيث لاوجود فيها للثبات [فاقد الشي لايعطيه].
المطلوب تعزيز الثقافة المجتمعية والمواطنة والتحرر من قيود الجهل والعادات والتقاليد التي تثخن الشعوب. حتى تكون جاهزة،وقد وصلت الثقافة الى غايتها في الجماهير،هنا تضعف العصابات المرتزقة الجاثمةعلى الشعوب، ولكن الطرف المتقوي على الشعب يرى نهايته فلا تجده يستسلم،وسيستمر يصرف على اصحاب الخنوع والاستكانة ليخمد الناس ويخدرهم باسم اتباع الانظمة والخوف من المستقبل.
أن أكبر غلطة وقع بها بعض المتحررين والسياسيين والمثقفين أنهم تنازلوا عن شرعية الشعوب ودينها،
وهذا ما جعل الشعوب تدفع الثمن الكبير!
وعدم استقرارها الى اليوم.