الوطن العدنية/كتب_مروان عمير
في مشهد مؤسف يعكس تصاعد حملات التشويه الممنهجة ضد رموز الصبيحة، تطل علينا هذه الأيام محاولات مكشوفة للنيل من أحد أبرز قياداتها الوطنية، نائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني، الشيخ المناضل عبدربه المحولي، عبر تسريب وثائق يدّعي مروجوها أنها تدينه، بينما في حقيقتها ليست سوى إدانة أخلاقية واجتماعية وقبلية لمن رفع التقرير، غرضهم تشويه سمعة أحد رموزهم القبلية في الصبيحة بمجرد خلاف شخصي.
الوزير عبدربه المحولي ليس شخصية عابرة في سجل الصبيحة الوطني، بل هو أحد أوائل المناضلين الذين تصدوا لمليشيات الحوثي، وكان قائد مقاومة الصبيحة، وكان في الصفوف الأمامية، وتشهد له الجبال والسهول والأودية، وكان في مقدمة الصفوف الداعمة للحملة الأمنية في مديريات الصبيحة، دعمًا بالمال والسلاح والموقف، ولم يتخلَّ يومًا عن مسؤوليته تجاه هذه الأرض.
إن ما نلاحظه اليوم من فوضى إعلامية ونشر وثائق يُزعم أنها تُدين الشيخ عبدربه المحولي، هو مؤشر واضح على أن الهدف ليس تحقيق العدالة، بل تشويه صورة هذا المناضل الوطني. فلو كانت الغاية نزيهة، لتم التعامل مع هذه الوثائق في إطار قانوني ومهني، بعيدًا عن الاستعراض، وما يجري يؤكد أن بعض الأطراف لا تستخدم هذه الوثائق إلا كأداة لخلافات شخصية مع رجال الدولة ومناضلي الصبيحة، كونها لا تخدم إلا من يريدون كسر وحدة الصف الصبيحي، وتمزيق لحمته الاجتماعية، التي فرحنا بتكاتف أبناء الصبيحة يدًا وصفًّا واحدًا، وحسدتهم عليها كل قبائل الجنوب. وغير معقول ألا توجد هنا شخصية أو شيخ مرجعية لحل أي خلافات شخصية إن وجدت، ولماذا السكوت وترك الأمور تخرج إلى خارج إطار ميثاق الشرف والعهد الموقعة بينهم؟
إن ما يحدث اليوم من إساءة وتشهير برمز وطني من رموز الصبيحة، كعبدربه المحولي، لا يعد فقط تجاوزًا أخلاقيًّا، بل هو انتهاكٌ صريحٌ لما جاء في ميثاق الشرف والعهد الموقع بين أبناء الصبيحة أنفسهم بتاريخ 22 / 5 / 1445هـ الموافق 2024 / 1 / 3م، والذي أكّد على نبذ الفتنة والدعوة للتلاحم، وتجريم التعدي على الأعراض والكرامات، والاحتكام للشرع والقانون، ونبذ العنف والتشهير.
وقد نصّ الميثاق بوضوح على أن من يخالف بنوده يُعد "خارجًا عن الصف الجمعي الصبيحي"، وأن المجتمع الصبيحي بكامل مكوناته يتبرأ من أفعاله، فهل من يروّجون للإساءة لرموزهم، بعد أن حملوا الميثاق بأيديهم، باتوا أول من يخرقه؟ إن الواجب يحتم الوقوف ضد هذه التصرفات التي تسعى لشق الصف وزرع الفتنة، والتأكيد على الالتزام بالعهود والمواثيق التي تحفظ وحدة القبيلة وكرامة رجالها.
للعلم، إن قبائل الصبيحة لم تشهد انقسامًا اجتماعيًّا داخليًّا منذ سنوات كما يحدث اليوم، ويعرف كل أبناء الصبيحة حقيقة ما نقول، حيث تتكاثر المهاترات والتصرفات الصبيانية التي تستهدف النيل من كوادر الصبيحة ومسؤوليها، هذا المشهد المؤسف لا يعبّر عن أخلاق رجالها، بل هو انعكاس لمحاولات رخيصة لخلق شرخ داخل النسيج الصبيحي، وضرب رموزه الوطنية التي خدمت البلاد في السراء والضراء، وكان لها دور وطني لا يُنكر.
ويكفي أن نُذكّر أن الوزير عبدربه المحولي، حين وُجّهت له إساءة من أحد القيادات بعدن، تم تحكيمه بمائة طقم عسكري عرفانًا بمكانته القبلية والوطنية، والجميع يعرف ذلك، واليوم، يتم النيل منه بلا حياء من قِبل من مثّلهم لعقود، وكان صدى صوتهم في المحافل السياسية والاجتماعية، ومن هنا نهيب بأبناء الصبيحة وكل أحرار لحج أن يقفوا وقفة رجل واحد أمام هذه المهزلة، وأن يُغلقوا باب الفتنة الذي يحاول البعض فتحه لأهداف دنيئة، وأن يقولوا كلمتهم بقوة ضد كل من يسعى لضرب الصف الوطني والقبلي من الداخل، ضحت كما نُهيب برئيس الوزراء بتشكيل لجنة سريعًا إن وُجدت مخالفة هنا أو هناك، طالما وهذا مطلب كل الأطراف المختلفة.
وأخيرًا، لا يمكن أن تمر هذه الحملة مرور الكرام، فهناك طرف ثالث يصب الزيت على النار ويخلط الأوراق لخلق فتنة وعلى أبناء الصبيحة الحذر، وعلى الإعلاميين والناشطين من أبناء الصبيحة أن يتحلوا بالمسؤولية، وألا يكونوا أدوات في يد من يريد تشويه رموزهم سواء كان عبدربة أو غيره من الأعيان والمشائخ، وبالنسبة لعبدربه المحولي فهو ليس مجرد مسؤول حكومي، بل رمز من رموز الصبيحة، ومساسه هو مساس بكل بيت في هذه القبائل المشهود لها بالنضال والتضحيات.
وختامًا لا نقول إلا كما قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.