عربية وعالمية

الأربعاء - 16 يوليو 2025 - الساعة 04:28 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

اندلع غضب واسع في الهند بعد أن تعرَّض عمر عبد الله، رئيس وزراء إقليم جامو وكشمير، للدفع من قِبل قوات الأمن أثناء زيارته “مقبرة الشهداء” التاريخية في سريناغار، الاثنين.

وانتشرت على نطاق واسع مقاطع فيديو تُظهر قوات الأمن الهندية وهي تدفع عبد الله لمنعه من دخول المقبرة، مما اضطره إلى تسلق جدارها.

تحت الإقامة الجبرية
وقال عبد الله، في تصريحات لوسائل إعلام هندية، إنه وعددا من النواب والزعماء السياسيين الكشميريين وُضعوا تحت الإقامة الجبرية لمنعهم من إحياء “يوم الشهداء” وزيارة المقبرة التاريخية المعروفة باسم “مزار الشهداء”. وأشار إلى أن الزيارة كانت بهدف قراءة سورة الفاتحة عند قبور الشهداء.

ويُحتفل في كشمير بيوم 13 يوليو/تموز باعتباره “يوم الشهداء” تخليدا لذكرى 21 محتجا مسلما قُتلوا عام 1931 على يد الحاكم الهندوسي آنذاك، راجا هاري سينغ، أثناء الاحتلال البريطاني.

وظل هذا اليوم عطلة رسمية في كشمير حتى عام 2019، عندما ألغت حكومة ناريندرا مودي الوضع الخاص للإقليم، وحولته إلى إقليم اتحادي.

وتعليقا على الحادث، قال سلمان ساغر، النائب في حزب المؤتمر الوطني الذي ينتمي إليه عبد الله، في تصريحات للجزيرة مباشر، إن الإدارة بقيادة الحاكم المعيَّن من قِبل الحكومة الفيدرالية حاولت إذلال النواب الكشميريين من خلال مضايقة عبد الله وقيادات سياسية أخرى.

وأوضح ساغر أن ضابط شرطة حاول في وقت الحادث منع عبد الله من التقدم، لكن الأخير رد بقوة على محاولات منعه من المرور، وأضاف “لكننا سعداء لأننا أوصلنا رسالة مفادها أننا ملتزمون بتذكر الشهداء”.

وتابع ساغر “نعتقد أن هذا اليوم كان يُحتفل به كفعالية دستورية لمدة 80 عاما، وله مكانته ضمن إطار الدستور. رؤساء الوزراء ورؤساء الحكومات احتفلوا به. حتى عندما كانت حكومة حزب بهارتيا جاناتا في السلطة بالتعاون مع حزب الشعب الديمقراطي، احتفلت بهذا اليوم. فكيف تحوَّل هذا اليوم الوطني إلى مناسبة انفصالية بين عشية وضحاها؟”.

وأشار النائب إلى أن الطريقة التي يحيي بها الهنود ذكرى مذبحة جاليانوالا باغ التي ارتكبها البريطانيون ضد مناضلي الحرية الهنود، هي الدلالة ذاتها التي يحملها يوم الشهداء لدى سكان كشمير.
وقال “منع عبد الله من إحياء يوم الشهداء يشبه منع رئيس الوزراء مودي من تكريم ضحايا مذبحة جاليانوالا باغ”.

مُنع من قراءة الفاتحة
بدوره، لجأ عبد الله إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبه من عرقلة الحكومة زيارته للمقبرة التاريخية.

ونشر عبد الله مقطع فيديو له على حسابه بمنصة إكس، قال فيه “هذا هو التصارع البدني الذي تعرضت له، لكنني من معدن أقوى ولم أُمنع. فأنا لم أقم بشيء غير قانوني. في الواقع، هؤلاء الذين يُفترض أنهم ‘حماة القانون’ عليهم أن يوضحوا تحت أي قانون حاولوا منعنا من قراءة الفاتحة”.

وفي منشور آخر، كتب عبد الله “قدَّمت احترامي، وقرأت الفاتحة على قبور شهداء 13 يوليو 1931. الحكومة غير المنتخبة حاولت منعي، مما اضطرني إلى المشي من ساحة نوَهتا. أغلقوا باب مقام نقشبند، فاضطررت إلى تسلق الجدار. حاولوا إعاقتي جسديا، لكنني لم أسمح لهم بمنعي اليوم”.

وفي منشور آخر، شارك صورا لقوات الأمن عند بوابة منزله، وقال “الحكومة غير المنتخبة تقوم باحتجاز الحكومة المنتخبة”.

وأضاف “مجزرة 13 يوليو هي جاليانوالا باغ الخاصة بنا. من ضحوا بأرواحهم، فعلوا ذلك ضد البريطانيين. وكانت كشمير تخضع آنذاك للهيمنة البريطانية. يا للعار، إن الأبطال الحقيقيين الذين حاربوا الحكم البريطاني يُصوَّرون اليوم كأشرار فقط لأنهم مسلمون. قد نُمنع اليوم من زيارة قبورهم، لكننا لن ننسى تضحياتهم”.

وقد أثار منع عبد الله وغيره من القادة السياسيين من إحياء يوم الشهداء غضبا واسعا، بعد انتشار مقاطع فيديو مضايقة رئيس الوزراء.

وقالت رئيسة وزراء ولاية البنغال الغربية ماماتا بانيرجي “ما الخطأ في زيارة مقبرة الشهداء؟ هذا الأمر ليس مؤسفا فقط، بل هو انتهاك للحق الديمقراطي للمواطن. ما حدث هذا الصباح لرئيس وزراء منتخب مثل عمر عبد الله أمر غير مقبول. صادم ومخزٍ”.

واتهم رئيس وزراء ولاية تاميل نادو “إم. ك. ستالين” الحكومة الفيدرالية بتجريد ممثلي الولايات المنتخبين من حقوقهم.

وقال “في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على استعادة الوضع الخاص لجامو وكشمير، تُذكّرنا الأحداث الجارية هناك بمدى التدهور الذي بلغناه. رئيس الوزراء المنتخب عمر عبد الله يُحتجز لمجرد رغبته في تكريم شهداء عام 1931، ويُجبر على تسلق الجدران للقيام بذلك. هل هكذا يجب أن يُعامَل رئيس وزراء منتخب؟”

وأضاف “هذه القضية لا تتعلق بولاية واحدة أو زعيم واحد. من تاميل نادو إلى كشمير، الحكومة المركزية التابعة لحزب بهارتيا جاناتا تفرّغ حكومات الولايات المنتخبة من صلاحياتها. إذا كان ذلك ممكنا في كشمير، فيمكن أن يحدث في أي مكان. على كل صوت ديمقراطي أن يدين هذا الأمر بشكل قاطع”.

كما أدانت أحزاب أخرى، مثل الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) والحزب الشيوعي الهندي وحزب ساماجوادي، هذه الواقعة أيضا.