منوعات

الأربعاء - 03 ديسمبر 2025 - الساعة 12:00 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /متابعات

بعد إجراءات منظار القولون، يعاني كثير من المرضى من اضطرابات مؤقتة في الجهاز الهضمي نتيجة لاختلال توازن البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء. وقد لفتت دراسة حديثة نُشرت عبر موقع Medscape إلى أن تناول البروبيوتيك يمكن أن يسهم في تسريع تعافي بيئة الأمعاء واستعادة توازنها الطبيعي بعد المنظار.

وفقًا لتقرير Medscape Medical News، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا البروبيوتيك عقب المنظار أظهروا تحسنًا أوضح في المؤشرات البكتيرية والوظائف الهضمية مقارنةً بمن تناولوا علاجًا وهميًا، مما يشير إلى أن البكتيريا النافعة قادرة على إعادة بناء النظام الميكروبي في القولون خلال أسابيع قليلة.

تأثير المنظار على بيئة الأمعاء
تؤدي عملية تحضير الأمعاء قبل المنظار إلى تنظيف القولون تمامًا من محتواه، لكنها في الوقت نفسه تُخلّ بتوازن الميكروبات الطبيعية، إذ يُفقد جزء كبير من البكتيريا المفيدة أثناء عملية التطهير. كما أن دخول الأكسجين إلى بيئة القولون اللاهوائية يغيّر من ظروف نمو الميكروبات المعتادة. لهذا، يصبح الجهاز الهضمي في حالة “فراغ ميكروبي” مؤقت يسمح بنمو أنواع غير مرغوبة من البكتيريا.

وقد صممت الدراسة لتتبع التغيرات التي تطرأ على ميكروبيوم الأمعاء بعد هذا الإجراء، وتحديد ما إذا كان تناول البروبيوتيك يمكن أن يساعد في تقليل تلك الاضطرابات واستعادة التوازن الحيوي.

تصميم الدراسة ومتابعة المرضى
شارك في البحث أكثر من ثلاثمائة مريض تراوحت أعمارهم بين العقدين الثالث والخامس، وجرت متابعتهم في مراكز طبية متعددة بالصين. قُسم المشاركون إلى مجموعتين: الأولى تلقت مكمل البروبيوتيك بجرعات منتظمة لمدة أربعة أسابيع بعد المنظار، بينما تناولت المجموعة الأخرى كبسولات غير فعالة.

أُخذت عينات براز من المشاركين قبل الإجراء وبعده على مدى أسبوع وأربعة أسابيع، لتحليل التنوع البكتيري عبر تقنيات التسلسل الجيني للحمض النووي الريبوزي الريبوسومي. كما تم جمع استبيانات تقييم الأعراض الهضمية مثل الانتفاخ وعدم الراحة ومعدل انتظام الإخراج.

النتائج: تعافٍ أسرع وتوازن أفضل
أظهرت نتائج المتابعة أن المرضى الذين استخدموا البروبيوتيك استعادوا تنوعًا ميكروبيًا أكبر مقارنة بالمجموعة الأخرى، حيث لوحظت زيادة في سلالات بكتيرية نافعة مثل Lactobacillales وBacilli. هذه الأنواع تُعرف بدورها في دعم عملية الهضم وتقوية الحاجز المخاطي للأمعاء.

كما بيّنت البيانات أن المؤشرات الإكلينيكية للأعراض الهضمية تحسنت خلال الأسبوع الأول لدى مجموعة البروبيوتيك، مع انخفاض في تكرار الانتفاخ وعدد الأيام التي شعر فيها المرضى بعدم الراحة. أما المجموعة التي لم تتناول المكمل، فقد استمر لديها الخلل البكتيري لفترة أطول وتراجعت سرعة التحسن.

دلالات عملية للطبيب والمريض
يرى القائمون على الدراسة أن إدراج مكملات البروبيوتيك ضمن خطة الرعاية بعد تنظير القولون يمكن أن يكون خطوة مساعدة في استعادة التوازن الميكروبي الطبيعي. كما أشاروا إلى أن البروبيوتيك قد يسهم في رفع كفاءة امتصاص الطاقة وتحسين عملية الأيض داخل الأمعاء، مما يعزز تعافي الجهاز الهضمي بعد الإجراء الطبي.

لكن الباحثين شددوا أيضًا على أن النتائج ما زالت بحاجة إلى دراسات إضافية تشمل أنواعًا أخرى من البروبيوتيك وقياسات موضوعية لمؤشرات الالتهاب، مثل مستويات الكالبروتكتين في البراز، لتحديد التأثير الدقيق على المدى الطويل.