عربية وعالمية

الإثنين - 21 يوليو 2025 - الساعة 02:21 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

أعرب مسؤولون كبار في البيت الأبيض عن قلقهم المتزايد إزاء "تصرفات" رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في المنطقة، في أعقاب سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا هذا الأسبوع، في تصعيد للتوترات بين واشنطن وتل أبيب.

ووصفت مصادر في البيت الأبيض سلوك نتنياهو بأنه "خارج عن السيطرة" و"مجنون"، مما يهدد بتقويض جهود الرئيس ترامب لتحقيق الاستقرار الإقليمي، بحسب موقع «أكسيوس».

تصاعدت حدة التوتر يوم الثلاثاء عندما قصفت إسرائيل قافلة دبابات للجيش السوري كانت متجهة إلى مدينة السويداء، لمواجهة اشتباكات عنيفة بين ميليشيا درزية وقبائل بدوية مسلحة. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 700 شخص حتى يوم السبت، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

زعمت إسرائيل أن القافلة اخترقت منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا وأن الجيش السوري كان يشارك في هجمات ضد الأقلية الدرزية، وهو ما نفته دمشق.

وعلى الرغم من طلب المبعوث الأميركي توم براك من نظرائه الإسرائيليين التراجع لفسح المجال أمام حل دبلوماسي، والتزام الإسرائيليين بذلك مبدئيًا، فإن إسرائيل صعّدت ضرباتها لاحقًا.

ويوم الأربعاء، أسقطت قنابل على مقر عسكري سوري وبالقرب من القصر الرئاسي، بحسب التقرير.

غضب ترامب ومسؤوليه
فاجأت هذه الهجمات الرئيس ترامب والبيت الأبيض. ووفقًا لمسؤول أميركي، فإن الرئيس "لا يحب أن يشاهد القنابل تُلقى أمام التلفزيون في بلد يسعى للسلام فيه، وقد أصدر إعلانًا هامًا للمساعدة في إعادة الإعمار".

ووصل الأمر إلى حد قيام وزير الخارجية ماركو روبيو بإبلاغ نتنياهو وفريقه يوم الأربعاء بضرورة التوقف.

أشارت مصادر متعددة في البيت الأبيض، بما في ذلك 6 مسؤولين أميركيين تحدثوا لموقع "أكسيوس"، إلى "قلق متزايد" من سياسات نتنياهو الإقليمية، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في سوريا يوم الجمعة.

وصف أحد المسؤولين تصرفات نتنياهو بأنه "يقصف كل شيء طوال الوقت"،

بينما تساءل آخر: "الشعور السائد هو أن كل يوم هناك شيء جديد. ما هذا بحق الجحيم؟".

وعبّر مسؤول أميركي ثالث عن شكوك متزايدة داخل الإدارة بشأن نتنياهو، معتبرًا أن "إصبعه على الزناد مزعج للغاية"، ووصف نتنياهو أحيانًا بأنه "طفل لا يتصرف بشكل لائق".

تلقى البيت الأبيض رسائل غاضبة من دول مثل تركيا بشأن تصرفات إسرائيل، كما اشتكى عدد من كبار المسؤولين الأميركيين مباشرة إلى ترامب من نتنياهو.

وكان من بين هؤلاء المسؤولين براك ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وكلاهما صديقان مقربان لترامب.

يعتقد مسؤولون في البيت الأبيض أن نتنياهو نفذ هذه الضربات تحت ضغوط داخلية من الأقلية الدرزية في إسرائيل واعتبارات سياسية أخرى.

وقال مسؤول أميركي: "إن أجندة بيبي السياسية تسيطر على صوابه. سيتضح أنه خطأ فادح ارتكبه على المدى الطويل".

وسخر مسؤول آخر من الموقف الإسرائيلي، قائلاً إن "الضرر الذي ألحقه الإسرائيليون بمكانتهم في البيت الأبيض خلال الأسبوع الماضي لم يحدث فرقًا يُذكر" في إشارة إلى أخطاء نيتنياهو المتكررة بحسب التقرير.

تأتي هذه التوترات بشأن سوريا بعد أيام قليلة من زيارة نتنياهو لواشنطن، حيث التقى ترامب مرتين، وبدا الزعيمان أقرب من أي وقت مضى في أعقاب الحرب مع إيران.

ومع ذلك، تشمل مصادر التوتر الأخرى الهجوم على كنيسة في غزة، الذي دفع ترامب إلى مطالبة نتنياهو بتفسير، بالإضافة إلى مقتل الأميركي الفلسطيني سيف المسلل على يد حشد من المستوطنين الإسرائيليين الأسبوع الماضي، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من إدارة ترامب تجاه حكومة نتنياهو المؤيدة بشدة للاستيطان.

وحتى إن السفير الأميركي مايك هاكابي، وهو مؤيد متحمس لإسرائيل منذ فترة طويلة، أصدر سلسلة من البيانات وصف فيها الهجوم على المسلل بأنه "إرهابي" وطالب بإيجاد إجابات.

كما انتقد هاكابي الحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع لتقييدها حصول الإنجيليين الأميركيين على تأشيرات سفر.

من جانبها، أعرب مسؤول إسرائيلي كبير عن دهشته من الرفض الأميركي للضربات على سوريا.

وصرح المسؤول بأن ترامب شجع نتنياهو على السيطرة على أجزاء من سوريا في أسابيعه الأولى في منصبه، ولم يُبدِ سابقًا أي قلق بشأن تدخلات إسرائيل في البلاد.

وأكد المسؤول أن إسرائيل لم تتدخل إلا بعد أن أشارت معلوماتها الاستخباراتية إلى تورط الحكومة السورية في هجمات ضد الدروز، نافيًا أية اعتبارات سياسية داخلية.

وقال المسؤول الإسرائيلي: "الولايات المتحدة تريد الحفاظ على استقرار الحكومة السورية الجديدة، ولا تفهم سبب هجومنا في سوريا، بسبب الهجمات على الدروز هناك. حاولنا أن نشرح لهم أن هذا هو التزامنا تجاه الدروز في إسرائيل".

يمثل عدم الاستقرار في سوريا مصدر قلق كبير لإدارة ترامب. وقد حذر مسؤول أميركي كبير من أن "السياسة الإسرائيلية الحالية ستؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في سوريا. سيخسر كل من الدروز وإسرائيل في مثل هذا السيناريو".

ليست هذه هي المرة الأولى التي يختبر فيها نتنياهو صبر ترامب. فقد أثمر رهانه على دعم ترامب لضرباته على إيران بشكل كبير، واستمر في الضغط في غزة لأشهر رغم رغبة ترامب في إنهاء الحرب. والآن، في سوريا، يراهن مجددًا على قدرته على التصعيد بشكل كبير دون زعزعة استقرار المنطقة أو علاقته بترامب، بحسب التقرير.

أصبح مساعدو ترامب أكثر وعيًا في الأشهر الأخيرة بتأثير العناصر اليمينية المتطرفة في ائتلاف نتنياهو على السياسة الإسرائيلية. وقد حذر المسؤولون الأميركيون الذين تحدثوا إلى "أكسيوس" من أن "حظ نتنياهو، وحسن نية ترامب، قد ينفدان".