الوطن العدنية /كتب/د. أنور الصوفي
تترحل معاناتنا من كشف إلى آخر، فمن كشف الإعاشة سيء الصيت إلى كشف المبتعثين الشهير نترنح ونحن نبحث عن الأسماء ومن أي محافظة هم؟ وكم يتسلمون؟ فنمسك بالآلة الحاسبة لنحسب كم تساوي هذه الدولارات مقابل القعيطي، فتذهلنا تلك المبالغ التي تلتهم ميزانية الدولة والموظف بلا راتب.
نظل نتلاقف الكشوفات، فكل من خزن رمى بكشف من رأسه، وأخذنا في تحليله، وتمحيصه حتى يأتي كشف آخر وتبدأ التحليلات، وفي الآونة الأخيرة جاء كشف المبتعثين ليطغى على كشف الإعاشة، وكأنها خطة لحرف الأنظار عن الكشف الكبير إلى الكشف الصغير.
بالنسبة للابتعاث نحن لا نفكر فيه من زمان، فهو مفصل على محافظات معينة وأسر بعينها في تلك المحافظات، يروي لنا أحد الزملاء من الذي ابتعثوا للدراسة في المغرب للماجستير والدكتوراة، فقال: عدد الطلاب 40 مبتعثًا 39 من المحافظات الشمالية وأنا الوحيد فقط من الجنوب، هذا وضعنا من زمان مع الابتعاث، فابني خريج 23/ 24 وتحصل على 89,14 وهو من الأوائل في دراسته، ولكن المحسوبية لم تجلعنا نبحث له عن منحة، فهي بالنسبة لنا محنة، فلا ينالها إلا المقربون، وتم تسجيله هذا العام في جامعة عدن، ونسأل الله التوفيق، ولو في مسؤول مزرزر يستطيع مساعدتنا لتسجيله في أحد التشكيلات العسكرية، فسأكون له شاكرًا، لأن مصاريف الدراسة مرهقة خاصة في مثل هذه الظروف.
يتهيأ لي أن كشف المبتعثين جاء كغطاء ليغطي على برميل قمامة الإعاشة، وبالصراحة ما بين كشف المبتعثين وكشف الإعاشة أنا مش فاهم حاجة.
أخيرًا لا أملك إلا أن أقول: أين الراتب يا سرق؟