مقالات وآراء

السبت - 06 سبتمبر 2025 - الساعة 04:04 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/محمد الصعر

من سواق لشاحنة نقل البضائع إلى مستشار للرئيس و وزيراً للخدمة المدنية و نائباً أول لرئيس مجلس النواب ، وكلها مهن استقال منها ، فهو خير من يقرأ الطقس و يعلم متى يقفز من المركب الذي سيغرق .

ترك مهنة نقل البضائع مع والده ليُكمل دراسته وحاز على ماجستير !

ترك مكتبه العقاري وتفرغ للهدف السياسي
" مجلس النواب "

فاز باسم المؤتمر الشعبي العام لكنه استقال في 2011 !

واستقال من حكومة بن دغر الذي أحيل إلى التحقيق بعد ولايته !

استقال من نيابة رئاسة مجلس النواب بعد جلسة يتيمة لمجلس بائس يُدار عبر الواتساب !

شغل منصب في مؤتمر الرياض لكنه كان معارض للحرب السعودية !

شخص يطبق مبدأ تحقيق الأهداف ويجيد الحضور كإجادته للهروب ، وهذا هو مثال حقيقي و واقعي للشخص الذي يملك رؤية تسبق غيره بخطوة إن لم تكن أكثر .

أحرجه ذكر موقف انتخابات 2006 الرئاسية وقد ذكر بأنه كان مؤيداً للرئيس في عدم إعادة الترشح ، لكنه بدل موقفه بمجرد الصعود على منصة الحديث .. وكأنه انساق للتيار .. وقد يكون هذا الموقف هو ما دفعه للخروج من كتلة المؤتمر في 2011 بعد اتهامات كثيرة من الرئيس بانسياقه للمعارضة و اتهام المعارضة له بأنه يعارض أكثر منهم فخوفهم يُحسب أنه سياسيا في خانة تبادل الأدوار .

تحدث عن شلة مزايدين لم يسميهم بالاسم ، لكنه وصفهم بأنهم كانوا ينساقون بمنفعة لا بالنصيحة وهم سبب أزمة السلطة و المعارضة خصوصاً في تعديل قانون الانتخابات .. وهذه النقطة مهمة ، فما يزال الكثير يعمل بالمزايدة حتى بعد النكبات المتتالية من 2011 و إلى اليوم .

حدث في سلسلة الحلقات استباق بإصرار من رحمة حجيرة لرواية لقاء جباري بعبدالملك الحوثي وقد شرح جباري بالتفصيل علاقته بزعيم الحوثيين من الاتصال في 2010 إلى دفع الرئيس هادي بقيادات الدولة كلها للذهاب إلى صعدة في لجنة لنقاش مطالب الحوثيين الثلاثة منها الجرعة و حكومة الوفاق .. هذه الجزئية هامة لا يقرأ تفاصيلها إلا من كان مدرك لخطورة الموقف حينها ، وفيها من التفصيل كثير من الإبهام حول دور الرئيس و وزير دفاعه يومها .

الحلقة الرابعة كانت سيئة مهنياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فقد تعمدت رحمة حجيرة أن تضغ ضيفها في كرسي التحقيق ولا تنتظر منه الإجابة بل تجلده بتهمة الخروج في 2011 رغم أن جباري قد اعتذر بطريقة سياسية راقية و شرح مطولاً سير الاتصال الأول بعد القطيعة من الرئيس علي عبدالله صالح بعد الأزمة السياسية ، وشرح أيضاً موقف الرئيس السابق من إنكار التحالف مع الحوثيين و إدراكه بأن الجماعة تريد حصاد رأسه .

في الحلقة الرابعة أيضاً قاطعت رحمة حجيرة ضيفها وهو يروي أهم تفصيلة في مؤتمر الكويت بعد سرد طويل عن رمي مهدي المشاط لجاه الله في مقابل التوصل إلى سلام بين الطرفين بعيد عن طاولة الأمم المتحدة .. قاطعته بسؤال اعتراضي حول انعقاد مجلس النواب لمرة واحدة ! و أنهت بذلك جزء مهم في مقابل انتظارها سماع معلومة ليست بجديدة مفادها أن هذا المجلس فاشل !

الحلقة الرابعة مستفزة بشكل لا يطاق .. فمقاطعة الضيف تعد في كل الأعراف الإعلامية إهانة ، وصبر جباري لا يفسر إلا أنه حِلم عله يوصل حقائق مكثت في صدره مطولاً ، فللرجل استراتيجيات يزرعها مُبكراً ليوم حصاد .. و اتوقع أن الثمرة لن تكون إلا الذكر الحسن .

عبدالعزيز جباري من وجهة نظري خير من سرد حقائق كانت غائبة و أراه قد أنصف في الكثير منها .. وقد تابعته لقرابة 4 ساعات ولم أتجاوز تفصيلة واحدة ، لكني تجاوزت الكثير من التفاصيل لغزارة ما طرحه .