حوارات وتحقيقات

الإثنين - 20 أبريل 2020 - الساعة 09:37 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/أكرم القعيطي


أيهما أفضل الحرب أم السلام !؟ اسمحوا بأن آخذكم في هذه الجولة القصيرة بين الخيارين وسيكون لكم حق الاختيار في النهاية و أولاً لنبدأ بالحرب ونأخذ منها جزءاً من انواع الحروب التي في جنوب اليمن ألا وهو الحرب الأهلية .

•الحرب الأهلية :
هي الحرب الداخلية التي تكون في بلد يكون أطرافها جماعات مختلفة من سكان ذلك البلد، وكل فرد فيها يرى في عدوّه وفي من يريد أن يبقى على الحياد خائناً له و لا يمكن التعايش معه ولا العمل معه في نفس الارض، وبغض النظر عن تعدد وتنوع الأسباب المقدمة لنشوء الحروب الأهلية يكون الهدف لدى كل الأطراف فيها هو السيطرة على مقاليد الأمور والحكم وممارسة السيادة .

أما أسباب الحرب ، فقد تكون سياسية أو طبقية أو دينية أو عرقية أو إقليمية أو مزيج من هذه العوامل، وببساطة فإن الحرب الاهلية يدمَّر فيها كل شيئ و يأكل الاخضر واليابس، والحرب التي في الجنوب العربي ( جنوب اليمن ) التي تكاد ان تندلع حالياً في ٢٠٢٠ هي حرب أهلية، وكلنا شهود على ما جرى في عدن في يناير عام ٨٦ من حرب أهلية ومن تدمير للجنوب وموت الكثير من الشعب والكوادر الوطنية ونتج عنها هروب الزمرة وحكم الطغمة، الطغمة التي لم تحكم الا بضع سنوات -استفردت فيها الطغمة بالحكم ودمرت البلد- ثم هربت صوب الشمال وتحالفت مع عفاش وجبهة حوشي الشرجبي بدون شروط تخوّفاً هروباً من صدام بين الضالع ويافع في ٩٠ وهو ما أسموه بالوحده خوفاً من حرب أهلية جديدة وقتها في الجنوب بسبب اقصاء يافع( مملكة حِمْيَر) ..

والان التاريخ يعيد نفسه ورأينا ما جرى من نسخة الحرب الأهلية المصغرة في أغسطس٢٠١٨ والتحالف الذي جرى بين نفس الطغمة التي تحكم عدن باسم الانتقالي(مملكة (خله والجليلة وشعار)) والتي تحالفت مع احفاد عفاش والشرجبي(حوشي) ضد الزمرة( مملكة دثينه )التي تمثلها في الوقت الحالي الشرعية..

ولكن هل أسباب الحرب الدائر اليوم في الجنوب العربي منطقية بالنسبة لأي منكم ؟ ولماذا ؟
في رأيي أنّ ما يدور هذه الايام حرب أهلية ولكن بغض الطرف عن الأسباب والدوافع فإنها تدمر كل ما عرفناه وعملنا من اجله بالجنوب من نضال طوال الفترة السابقة، فالأطفال يموتون من الجوع والشباب يقتلون بعضهم والعجزة تنكسر قلوبهم والجنوب يتفكك والاقتصاد ينهار ولا أحد مستفيد أبداً الا العدو الأكبر وهو الحوثي لأن كل طرف بالجنوب يعمل بقوة وجهد منقطع النظير لتدمير الطرف الاخر الشئ الذي لم يأتي بنتيجة حتي الآن .

•ماذا عن السلام ؟ ؟ ؟

إن السلام هو حالة الهدوء والسكينة ، يُستخدم مصطلح السلام كمعاكس ومنافي للحرب وأعمال العنف الحاصل بين الشعوب المختلفة أو طبقات المجتمع المتباينة أو الدول المتنافسة أو بين أطراف و جماعات مختلفة من سكان البلد نفسه، فحتى في وقت السلم يدخل الناس في الصراعات كالحملات الإنتخابية والسجالات وتعارض الآراء وغيرها .
ومما يتبين من التاريخ جنوح الغالبية إلى صنع السلام ومحاولة إحلاله كحالة طبيعية وعادية يجب أن تكون مستمرة في مسار التطور والنماء الإنساني، منافية للحرب والعنف كحالة شاذة معاكسة للحالة الطبيعية وهي السلام، الأمر الذي لا يتماشى والإزدهار والرقي الإنساني .

السلام لا يشعر به ولا يعرف قيمته النفسية والروحية والإجتماعية والمادية إلا من عاش ويلات الحرب وقذاراتها، والسلم والسلام هو شرط وضرورة قصوى وركيزة أساسية لأي تطور وإزدهار ونماء ورقي إنساني في جميع جوانبه المادية والاخلاقية، ولا أعتقد أن أحداً يكره السلام ( اللهم الا عدو الانسانية الحوثي(مملكة الامام) في تلك الحرب في عدن ٢٠١٥ واعداء السلام في هذه الحرب الأخيرة في عدن ٢٠١٨ ايضا التي ذقنا ويلاتها علاقات اجتماعية دمرت، فقدنا ارواح اناس اعزاء،الاقتصاد يتدمر واصبح في تراجع مخيف، الاراضي و البنوك تنهب. .الخ)

ان السلام هو الخيار الأمثل والأفضل لننعم بالسكينة والأمان وليكون دافعاً لنا لنعمل من أجل تحقيق السلام المؤدي الى الوصول للتنمية والإخاء والحرية والعدل , المساواة والانسانية والشراكة الوطنية الحقيقية، فلنعد الي انسانيتنا كجنوبين بعد ان أخذت الحرب اللعينة منا الغالي والنفيس، لنعمل من اجل الغد الأفضل لأبنائنا والاجيال القادمة دعونا نفكر مليا في نتيجة افعالنا سواءً كنا أفراداً او مجموعات

فلنعمل معاً من أجل السلام !
والشراكة الوطنية الحقيقية
لا من أجل الحرب !
ولكم الخيار أيها الجنوبيون
في الحرب أم السلام !!