الوطن العدنية/حسن الكنزلي
في أرض اليمن الخصبة، يُعرف نبات الزيتون بـ"العتم"، وهو اسم يشترك فيه مع منطقة عتمة الغنية بتاريخها وتراثها الزراعي. "عتمة"، التي تعني الزيتونة، وجمعها "عتم"، تشهد على عمق العلاقة بين الإنسان والطبيعة في هذه البقعة من العالم.
يعود تاريخ زراعة الزيتون في اليمن إلى القرن الثالث عشر الميلادي، حيث كان المزارعون اليمنيون يعتنون بهذه الشجرة الباسقة بحرص ومهارة. وقد وثق هذا التاريخ حاكم الدولة الرسولية، عمر بن يوسف بن عمر بن رسول، في مخطوطته الزراعية القيمة "ملح الملاحة في معرفة الفلاحة".
وما زالت شجرة الزيتون تنمو في اليمن تحت نفس الاسم، مثمرةً زيتونًا ذا حجم صغير، ما يشير إلى احتمالية وجود حاجة لعمليات زراعية محددة لتحسين حجم الثمار، ومن المحتمل أن يكون التقليم من أهم هذه العمليات. لكن يبدو أن الاهتمام بزراعة الزيتون قد تراجع عبر العصور، ليحل محله الاهتمام بزراعة شجرة البن، ذات القيمة الاقتصادية العالية.
في محافظة أسيوط بمصر، يُزرع صنفان من الزيتون قد يتشابه مناخها مع مناخ السهول الساحلية الجنوبية والغربية في اليمن، مما يشير إلى إمكانية نجاح مشروع زراعة الزيتون في هذه المناطق. ويمكن للمزارعين اليمنيين أن يتبنوا هذا المشروع بأنفسهم أو بدعم من وزارة الزراعة.
أما المرتفعات الجبلية، فهي بيئة مثالية لزراعة أصناف متعددة من الزيتون. ومع ذلك، تواجه اليمن تحديًا كبيرًا يتمثل في استبدال زراعة البن، وهو من أثمن المحاصيل في السوق العالمية، بزراعة القات، مما يقلل من الاهتمام بزراعة الزيتون.
من خلال الاستقراء والملاحظة في مجموعات الواتساب، تبين أن الزيتون قد نبت وأثمر بشكل جيد في عدة مناطق يمنية مثل البيضاء وصنعاء وبوسان في ذمار ويافع في أبين وحتى في جعار الساحلية وعدن. وقد أفاد بائع شتلات أن الزيتون الذي باعه في عدن قد أثمر، وهذه التجارب الزراعية المنزلية تبشر بإمكانيات واعدة للزراعة الحقلية.
الأمل معقود على المناطق الساحلية التي لم تتأثر بزراعة القات، ونتطلع إلى اليوم الذي تملأ فيه منتجات الزيتون وزيت الزيتون الأسواق بإنتاج يمني خالص، لا مستورد.
والله الموفق!
ودمتم سالمين!